«وتُجَرُّ
أيدِيهِم» لا تُؤخَذُ منهُم بِلُطْفٍ أو بكَرامَة لهم، وإنَّما تُؤخَذُ منهم
بإهانَةٍ، هذا معنى الصَّغارِ في: ﴿حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَدٖ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ﴾ [التوبة: 29]؛ لأنَّ هذا في مُقابِلِ كُفرِهم باللهِ عز
وجل وكُفْرِهم برَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فاستحقوا هذه الإهانَةَ، فإذا
الْتَزَموا بهذهِ الأمُورِ وجَبَ قَبولُ الجِزيَةِ منهم، أمَّا إذا امْتَنَعوا
فإنَّه يَجِبُ قِتالُهُم.
وهذا امتثالٌ لأمْرِ
اللهِ عز وجل بقوْلِه: ﴿حَتَّىٰ
يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَدٖ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ﴾ [التوبة: 29] لأنَّ الأصلَ أنَّهم كَفَرُوا باللهِ
وبرَسولِه وعانَدوا، وهُم أهْلُ كتابٍ يَعرِفونَ أنَّه رسولُ اللهِ ويَعرفُونَ
أنَّ القُرآنَ كَلامُ اللهِ عز وجل، فلمَّا أصرُّوا على الكُفْرِ وامْتَنعوا عَنِ
اتِّباعِ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أهانَهُم الله عز وجل بهَذِه الأُمورِ؛
فالأصلُ عِنادُهم وتَمَرُّدُهم بعْدَ العِلمِ والمَعرِفَةِ، فجَازَاهمُ اللهُ هذا
الجَزاءَ في الدُّنْيَا، وما عند اللهِ في الآخرَةِ من عُقوباتٍ أشَدُّ؛ لأنَّهم
كَفروا باللهِ، وكَفَرُوا برَسولِ اللهِ، وكفَروا بكُتُبِ الله عز وجل؛ لأنَّهم
خالَفُوها وعانَدُوها وهُم يَعلَمونَ أنَّها حقٌّ؛ فهذا في الحَقيقَةِ قَليلٌ من
كَثيرٍ ممَّا يَستحقُّونَ منَ العُقوبَةِ، وفيه إظْهارٌ لعِزَّةِ الإسلامِ
ورِفْعَةِ الإسلامِ وخُذْلانِ الكُفرِ وصَغَارِ الكُفِر وأهْلِه.
فليس في هذا غَضاضَةٌ في الإسلامِ، بل هذا هو عَيْنُ القُوَّةِ للإسلامِ والإهانَةِ لأعداءِ الإسلامِ؛ فهذا في غَايَةِ الحِكمَةِ؛ لأنَّهم عَرَفوا الحقَّ فرَفَضُوه بعدَ عِلمٍ وعنادٍ، فهذا بعضٌ ممَّا يَستحِقُّونهُ منَ العُقوبَةِ في الدُّنْيا والآخرَةِ، ولأنَّ هذا العَمَلَ معَهم مَدْعاةٌ لقَبُولِهم الحقَّ إذا أرادوا أن يُعِزُّوا أنفُسَهُم وأن يَرفَعُوا أنفُسَهم عن هذهِ الإهانَةِ، فإنَّهم يَرجِعونُ إلى
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد