الحقِّ الَّذي جحَدُوه ويُؤمِنونَ باللهِ
ورَسولهِ، ويُحَرِّمونَ ما حَرَّمَ اللهُ ورسولُه ويَدينُونَ بدِينِ الحقِّ، حتى
تُرفَعَ عنهم هذهِ الأُمورِ.
هذهِ الإهانَةُ وهذا
الصَّغارُ أخَفُّ من قَتْلهم، لأنَّ غَيرَهُم يُقْتَلون، وهؤلاءِ اكْتُفِي منهم
بهذِه المُعاملَةِ، لعَلَهَّم يُرَاجِعُونَ أنفُسَهم، لعَلَّهُم يَقْبَلونَ الحقَّ
الَّذي عَرَفُوه فرَفَضُوه، ويَرجِعُون إلى طَاعَةِ اللهِ وطاعَةِ رسولِه والتزامِ
دِينِه، فتَعودُ لهم عِزَّتَهم، وتَعودُ لهم رِفْعَتَهم، والَّذي يقولُ: هذهِ
المُعامَلةُ ظُلْمٌ لهُم وهُم يَبذُلُونَ الجِزيَةَ، نقولُ: همُ الظَّالمونَ؛
لأنَّهم كَفَرُوا باللهِ، وعَانَدوا أمْرَ اللهِ سبحانه وتعالى، فهمُ الظَّالمونَ،
أمَّا هذا الَّذي يَجْري معَهم فإنَّه عَدْلٌ لأنَّه عُقُوبةٌ لهم على كُفْرِهم
وعِنادِهِم.
*****
الصفحة 5 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد