«أو
تَجَسُّسٍ» أي تجسَّسَ على المسلمينَ ليَنقُلَ أخْبارَهُم للكفَّارِ.
فالجاسُوسُ هوَ: الَّذي يَنقُلُ
أخبارَ المُسلمينَ إلى الكُفَّارِ ([1])؛ وهذا يجبُ قتْلُه؛
لأنَّ هذا فيهِ ضررٌ على المُسلمينَ.
«أو آوَى جَاسُوسًا» أي لم يتجسَّسْ
بنَفْسِه، ولكنَّه آوَى جاسوسًا أي حَماهُ ومكَّنَه من التَّجسُّسِ على المسلمينَ؛
فإنَّه بذلك يَنتَقِضُ عهْدُه.
«أو ذَكَرَ اللهَ أو
رسُولَه أو كِتابَه بسُوءٍ» أي سبَّ اللهَ جل وعلا، أو سبَّ الرَّسولَ، أو سبَّ
القُرآنَ، أو اعَتَرَضَ على حُكْمِ اللهِ عز وجل؛ فإنَّه ينتَقِضُ بذلك عهْدُه،
ويُعامَلَ مُعامَلةَ الكافِرِ الَّذي ليسَ له عَهْدٌ.
من حصَلَ منه شَيءٌ
مما سبقَ «انتقَضَ عهْدُه» هو في نَفْسِه «دُونَ» عهْدِ «نِسائِه»؛
لأنَّهنَّ ليس لهنَّ ذَنبٌ فيَبْقِينَ ذِمِّيَّاتٍ، أو «أولادِه» فإنَّهم
لا ذَنبَ لهم، ولا يَحلُّ دمُ نِسائِه، أو دمُ أولادِه، أو أموالِهم؛ لأنَّهم لا
ذَنبَ لهُم؛ وإنَّما الذَّنبُ مُقْتصِرٌ عليهِ.
فإذا فَعَلَ شَيئًا
من هذهِ الأمورِ الَّتي سلَفَ ذِكْرُها؛ «حلَّ دَمُه» فوَجَبَ قتْلُه «ومالُه»
لأنَّه إنَّما حُقِنَ دَمُه، واحْتُرِمَ مالُه بسَببِ الذِّمَّةِ.
فإذا زالَتِ الذِّمَّةُ؛ فإنَّه يعودُ كما كانَ قَبْلَها حَلالَ الدَّمِ والمالِ لقَوْلِه صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ» ([2]) هذا إذا دَخلوا في
([1])انظر: «لسان العرب» (6/ 38).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد