تَطويلاً مُملاً، وإنَّما يَكُون مُتوسِّطًا
مُعتدلاً، يأتي بِالغَرضِ المَطلوبِ مِن الخُطبَة، ويُريحُ المُستَمعِين فلا يَشق
عَليهِم بِطول الخُطبَة، وَطول الكَلام.
فينْبَغي لِلخَطيب
أن يعْتَني بِالخُطبة، وبِموضُوعها، واخْتصَارها، ووجَازَتها، وبِجزالَتها،
وقُوَّتها، فلا تكون كَلامًا عَاديًّا لا يُؤثِّر في القُلوب ولا يَجلِب
الاسْتمَاع إلَيها.
«وَيَدْعُو
لِلمُسْلِمِينَ». كَذلِك مِن سُننِ الخُطبَة أنْ يَدعُو لِلمُسلمِين، لأَنَّ المُسلِمين
بِحاجَة إلى الدُّعاءِ، يَدعُو لَهم بِالصَّلاح، يدعُو لَهم بِالهِداية، يَدعُو
لَهم بِالتَّوفيقِ والاسْتقَامة عَلى الدِّين، ويدعُو لَهم بِما يُصلِح دِينَهم
ودُنيَاهم؛ لأنَّ هَذا جَمعٌ عَظيمٌ وَالحُضور يُؤمِّنون عَلى دُعائِه، وَهذا
مَظنَّة الإِجابَة.
ويَدعو لإمَام
المُسلِمين ([1])؛ لأنَّ صَلاح
الإِمام صَلاح للرَّعيَّة، فَيدعُو لَه بِالصَّلاح، يدعُو لَه بالاسْتقَامة، يدعُو
لهُ بالتَّوفيقِ والهِدايَة، فَإنَّ هَذا مِن صَالح المُسلِمين.
قالَ الإِمام أَحمَد رحمه الله: «لَو نَعلَم أَنَّ لَنا دَعوَة مُستَجابةً، لدَعونَاها للسُّلطَان». مَع أنَّ السُّلطانَ فِي وَقتِه يُؤذِيه، وَمع هَذا يَقُول: «لَو نَعلَمُ أَنَّ لَنَّا دَعوةً مُستَجابةً، لدَعونَاهَا للسُّلطَان»، هذا من نُصحِه لِلمسلِمين؛ لأنَّ السُّلطَان إذَا أصْلحَه اللهُ وهَداه، كان ذلِك مِن صَلاح المُسلِمين وَمن نَفعِ المُسلِمين.
([1])انظر «المغني»: (3/ 181).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد