فإذا
سَلَّمَ خَطَبَ خُطْبَتَيْنِ كَخُطْبَتَيِ الجُمُعَةِ، يَسْتَفْتِحُ الأُولَى
بِتِسْعِ تَكْبِيرَاتٍ وَالثَّانِيَةَ بِسَبْعٍ. يَحُثُّهُمِ فِي الفِطْرِ عَلَى
الصَّدَقَةِ، وَيُبَيِّنُ لَهُمْ مَا يُخْرِجُونَ، وَيُرَغِّبُهُمْ فِي الأَضْحَى
فِي الأُضْحِيَةِ، وَيُبَيِّنُ لَهُمْ حُكْمُهَا.
*****
وإنْ قَرأ في
الأُولَى بِسُورَة ﴿قٓۚ﴾ [ق: 1].، وفِي
الثَّانِية بِـ ﴿ٱقۡتَرَبَتِ
ٱلسَّاعَةُ﴾ [القمر: 1]، فَحسنٌ أيضًا
وَإن قَرأ بَغيرِ
هَذهِ السُّورِ، فَلا بَأس؛ لِقولِه تَعَالى: ﴿فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ﴾ [المزمل: 20].
ولَكِن قِرَاءتَه
لِهَاتين السُّورَتين سُنَّة، لِما فِيهما مِن التَّذكِير بالبَعثِ والنُّشورِ،
وأحْوالِ يَوم القِيامَة، وهَذا جَمعٌ عَظيمٌ يُشبهُ الحَشرَ، يَتذكَّرونَ بِاجتِمَاعهِم
هَذا اجْتماع يَوم القِيامَة.
«فإذا سَلَّمَ
خَطَبَ خُطْبَتَيْنِ كَخُطْبَتِي الجُمُعَةِ، يَسْتَفْتِحُ الأُولَى بِتِسْعِ
تَكْبِيرَاتٍ وَالثَّانِيَةَ بِسَبْعٍ». يَستَفتحُ الخُطبَة
الأُولَى بِتسْع تَكبِيراتٍ؛ لأنَّ اليَومَ يَومُ تَكبيرٍ، وَهذا فيهِ إِعلانٌ
لِلتَّكبيرِ لأجْل أنْ يُكبِّر الحَاضِرون مَع تَكبيرِ الإِمامِ، فَالخُطبَة
الأولَى بِتسْعٍ، والثَّانِية بِسبْع، قَبل أنْ يَبدأ الخُطبَة، بِـ «الحَمْد
للهِ».
وَلَو ابْتَدَأ
الخُطبتَين، بِـ «الحَمْد للهِ»، وَلَم يُكبِّر، فَلا بَأس، ولَكنَّ
الأفْضَل أنْ يَسبِقهُما بالتَّكبيرِ.
«يَحُثُّهمْ فِي الفِطْرِ عَلَى الصَّدَقَةِ». أي: يَجعَل مَوضُوعَ خُطبَة العِيد، بَيان الأحْكامِ التِي يَحتاجُها النَّاسُ في هَذا اليَوم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد