«وَيُبَيِّنُ
لَهُمْ مَا يُخْرِجُونَ». فَفي خُطبَة عِيدِ الفِطرِ، يُبيِّن لهُم أَحكَام
صَدقَة الفِطرِ، مِن حَيثُ حُكمِها، والأَنواعِ التِي تَخرُج مِنهَا، ومِقدَارها،
ومَن تُدفَع لَهُ، وَوقْت إِخرَاجها، أمَّا أنْ يَترُك التَّنبيهَ عَلى صَدقَة
الفِطرِ وأحْكامِها، فَهذا خِلافُ هَدي النَّبي صلى الله عليه وسلم.
«وَيُرَغِّبُهُمْ
فِي الأَضْحَى فِي الأُضْحِيَةِ، وَيُبَيِّنُ لَهُمْ حُكْمَهَا». وَكذلِك في خُطبَة
الأَضْحى، يُبيِّن لَهُم أَحْكام الأَضاحِي، مِن حَيثُ حُكمِها، وَأنَّها مِن
سُنَّة الخَليلِ، ومِن سُنَّة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، وأنَّها لا يَنبغِي
تَركُها، ويُبينُ لَهُم الأنْوَاع التِي تُجزئُ في الأُضحِية، ويُبيِّن لَهم
العُيوب المُخلَّة بالأضْحِية، ويُبينُ لَهم مَاذا يَصنَعون بِلحومِ الأضَاحِي.
أمَّا أنْ يَأتِي
بِكلامٍ بَعيدٍ وَليسَ لهُ اختِصاصٌ بِهذا اليَومِ، فَهذا خِلاف السُّنَّة،
وَكذلِك يُنبهُهُم عَلى تَركِ الخُيلاءِ في اللِّبَاس، وعَلى وُجوبِ غَضِّ
الأبصَار؛ لأنَّ هَذا يَوم زِينَة، يَلبَسون فيهِ مَلابسَ خَاصَّة.
ويَحثُّهم عَلى
الصَّدقَة، والإحْسَان إِلى الفُقراءِ والمَساكِين؛ لأنَّ الحُضور يَكونُ فِيهم
فُقراء، فيحُثُّهم عَلى الصَّدقة عَليهِم ومُواسَاتهم.
كَذلكَ؛ يُحذِّرهم
مِن اللَّهو واللَّعبِ، ويُنبِّههُم أنَّ يَوم العِيد يَوم أَكل وشُرب وَذكِر للهِ
عز وجل، وأنَّه بَعد عِبادَة، وبَعدَ طَاعَة، فَلا يَنبغِي أنْ يُشْغل
بِالمُنكَرات وَيُشغَل بِالمَعاصِي، كما يفعَلُه الجُهَّال أو يَفعَلُه الفُسَّاق،
يَجعَلون الأعْياد أيَّام فَرحٍ وَمرحٍ وأشَر، واخْتلاطٍ بَين الرِّجال
والنِّساءِ، وَهذا كُفرانٌ للنِّعمَة، واسْتهَانة بِشعائرِ اللهِ سبحانه وتعالى.
نَعم؛ أنْ يَكونَ هُناك شَيءٌ مِن التَّرفيهِ الذي لا إثمَ فيهِ، مِثل أنْ يَكون هُناك تَدريبٌ عَلى السِّلاح وعلَى الجِهَاد، مِثل مَا فعل الحَبشَة في مَسجِد
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد