وعَشر ذي الحِجَّة،
عَشرٌ فَاضلةٌ، أقسمَ اللهُ تَعالى بهَا فِي كِتابِه، فَقَال سُبحَانه: ﴿وَٱلۡفَجۡرِ ١ وَلَيَالٍ
عَشۡرٖ﴾ [الفجر: 1- 2]، وهِي عَشْر ذِي الحِجَّة، وَإقسَامُ اللهِ بهَا دَليلٌ
علَى عَظمَتهَا، فإنَّه سُبحَانه لا يُقسِم إلاَّ بِشيءٍ لَه أهَميَّة، فَدلَّ
عَلى أهَميَّة هَذه العَشرِ.
وفي الحَديث
الصَّحيح عَن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ
فِيهِنَّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَْيَّامِ الْعَشْرِ،
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟» قَالَ: «وَلاَ
الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إلاَّ مَنْ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ
يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» ([1]).
فيُستحَبُّ
التَّقرُّب إلَى اللهِ بِالأعْمالِ الصَّالحَة، في هَذه العَشرِ المُبارَكَة، وذَلكَ
بِصيامِ أيَّامِها، وبالإكْثَار مِن التَّكبيرِ فيهَا، فِي ليلِهَا و نهَارِهَا.
كانَ الصَّحابَة
يُكبِّرون في هَذه العَشرِ، وَهذا دَاخلٌ في الأَعمَال الصَّالِحة.
والأعْمَالُ الصَّالحةُ تَشملُ الصِّيامَ، والصَّلاةَ، والتَّكبيرَ، والصَّدَقةَ، وَغير ذَلك مِن كُل الأعمَال الصَّالِحَة.
([1])أخرجه: البخاري رقم (926).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد