×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

وإن غابتِ الشَّمسُ كاسفة، أو طلعَتْ والقمرُ خاسِف، أو كانت آيةً غيرَ الزَّلزلة؛ لم يصِل.

*****

«وإن غابتِ الشَّمسُ كاسفة» إذا غابتِ الشَّمسُ وهي كاسِفة، لم يُصَل لذَهابِ الانتفاعِ بها.

«أو طلعَتْ والقمرُ خاسِف» أو طلعتِ الشَّمس والقمرُ خاسِف، فإنَّه لا يُصلِّي للخُسوفِ لذَهابِ الانتفاعِ بالقَمر؛ لأنَّ محَلَّ الانتفاعِ به هو اللَّيل، فإذا جاء النَّهارُ انتهى سلطانُ القمرِ وجاء سُلطان الشَّمس.

«أو كانتْ آيةً غيرَ الزَّلزلة؛ لم يُصَل» أي: إذا حصَلَت آيةٌ من آياتِ الله، مثل الزِّلزال: وهو الحركةُ التي تُصيبُ الأرض، ويحصُلُ بها ترويعٌ، ويحصُلُ بها دمار، ويحصُل بها هلاكٌ ومَوت؛ تُسَنُّ الصَّلاةُ للزَّلزلة؛ لأنَّ الصَّحابةَ صلَّوا للزَّلزلة، ويُدعَى اللهُ عز وجل حتَّى يُزيلَ هذا الحدثَ الهائل، «الزَّلزلة».

وأمَّا الآياتُ غير الزَّلزلة، كحدوثِ الصَّواعقِ المُخِيفة، وهبوبِ الرِّياح الشَّديدة، فلا يُشرَع الصَّلاةُ عندها؛ لأن هذا لم يَرِد.

والزَّلزلة؛ ورَدَ عن بعضِ الصَّحابةِ أنَّهم صلُّوا عندَها، وما عدا ذلك من الآياتِ لم يرِد دليلٌ على مشروعيةِ الصَّلاةِ من أجلِه.

ولكن؛ يُشرعُ الدُّعاء، فإذا هبَّتِ الرِّيحُ أو حصَلَت الصَّواعق، أو حدثَ أيَّة آية مُرَوِّعة، فإنَّه يُشرَعُ الدُّعاءُ بأن يكشِفَ اللهُ عن المسلمين ما حَلَّ بهم.


الشرح