«ويَتنَظَّفُ
ولا يَتَطيَّب» أي: يخرُجُ إليها مُتَنظِّفًا؛ لأنَّه اجتماعٌ يُستَحَبُّ التَّنظُّفُ له،
وقَطْعُ الرَّوائحِ الكريهة، ولا يَتَطيَّبُ مِثلَما يَتَطيَّبُ للعيد، ولا يلبَسُ
ثيابَ زِينة، مثل ما يَلبَسُ للعيد؛ لأنَّ هذا خُروجُ مَسْكَنةٍ وذِلةٍ بينَ يدَي
الله، فيَخرُج في ثيابٍ عاديَّة.
«ويَخرُجُ
مُتواضِعًا مُتَخَشِّعًا مُتذَلِّلاً مُتضَرِّعًا» كما فعَلَ النَّبيُّ صلى
الله عليه وسلم، خرجَ مُتواضِعًا مُتَخشِّعًا ومُتذَلِّلاً بينَ يدَي اللهِ عز وجل،
ولم يخرُجْ في أُبَّهَةٍ في ثيابِ زِينة ([1]). هكذا فعَل رسولُ
الله، وهو سيِّدُ ولدِ آدم، خرَج مُتَخشِّعًا، مُتذلِّلاً، مُتضَرِّعًا بين يدَي
ربِّه عز وجل، مُظْهِرًا للفَقرِ والفَاقةِ والحَاجة.
«ومعَه أهلُ
الدِّينِ والصَّلاح»؛ لأنَّ هذا أقربُ لقَبُولِ الدُّعاء، ولهذا؛ طلَبَ عمرُ
رضي الله عنه من العبَّاسِ عمِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أن يدعوَ الله،
والنَّاسُ يُؤَمِّنون؛ لأنَّه عمُّ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، وهذا تَوَسُّلٌ
بدعاءِ الصَّالحين، والتَّوسُّلُ بدعاءِ الصَّالحين مشروع.
وقال رضي الله عنه: «اللَّهُمَّ
إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا» ([2]).
يعني: يومَ كان
النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حيًّا، يطلبون منه الدُّعاء، فلمَّا مات صلى الله
عليه وسلم، طلبُوا من عمِّه.
«والشيوخ» يعني: كبارَ السِّن؛ لأنَّ هذا أقربُ إلى قَبولِ الدُّعاء،
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1165)، والترمذي رقم (558) والنسائي رقم (1506)، وابن ماجه رقم (1266)، وأحمد رقم (2039).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد