×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

وإنْ خرَجَ أهلُ الذِّمَّةِ مُنفَرِدين عن المسلمين لا بيومٍ لم يُمنَعوا.

فيُصلَّى بهم، ثم يخطُبُ واحدةً يَفتَتِحُها بالتَّكبير، كخُطبةِ العيد، ويُكثِرُ فيها الاستغفارَ وقراءةَ الآياتِ التي فيها الأمرُ به، ويرفَعُ يديه فيدعو بدعاءِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

*****

«والصِّبيانُ المُمَيِّزون»؛ لأنَّهم لا ذنوبَ لهم، فدعاءُ الصِّبيان إذا كانوا مُمَيِّزين حرِيٌّ بالإجابة؛ لأنَّهم ليس لهم ذُنُوب.

«وإن خرَج أهلُ الذِّمَّةِ مُنْفَردِين عن المسلمين لا بيومٍ لم يُمنَعوا» أهلُ الذِّمةِ هم الذين يَدفَعون الجِزيةَ من اليهودِ والنَّصَارى، ويعيشون مع المسلمين، لا يَخرجُون مع المسلمين ولا يُصلُّون معهم.

لكن؛ إذا خرجوا في مكانٍ مُنعَزِلٍ لم يُمنَعُوا؛ لأنَّهم بحاجةٍ أيضا إلى الغَيْث وإن كانوا كفارًا، واللهُ يرزُقُ عبادَه؛ يرزُقُ الكفَّار، ويرزُقُ المسلمين. فيُمكَّنُون من البُروزِ والدُّعاء، لكن لا يكونون مع المسلمين في مُصَلاَّهم.

ولا يُجعَلُ لهم يومٌ خاصٌّ يَخرجُون فيه؛ بل يَخرجُون في اليَومِ الذي يَخرُجُ فيه المسلمون، لئَلاَّ ينزِلَ المطرُ في اليومِ الذي يَخرجُون فيه، فيَظُنُّ النَّاسُ أنَّ المطرَ إنَّما أُنزِلَ بسببِ دعاءِ الكُفَّار، فيحصُلُ فِتنةٌ في هذا، فإذا خَرجوا في اليومِ الذي يَخرُج فيه المسلمون، فإنَّه لا يحصُل شيءٌ من ذلك.

«فيُصلِّى بهم» هذا هو السُّنَّة المَشهورة: أنَّه يُقدِّم صلاةَ الاستسقاءِ على الخُطْبة، هذا هو المشهورُ من السُّنَّة وعندَ أهلِ العلم ([1]).


الشرح

([1])انظر: «المغني» (3/ 336).