ومنه:
«اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا» إلى آخرِه، وإن سَقوا قبلَ خروجِهم
شَكَروا للهِ وسألُوه المزيدَ من فضلِه، وينادى: «الصَّلاةُ جامعة».
وليس
من شَرطِها إِذْنُ الإمام، ويُسَنُّ أنْ يقِفَ في أوَّلِ المطرِ وإخراجُ رَحْلِه
وثيابِه ليُصيبَها المَطر.
*****
«ثم يخطُب واحدةً
يفتَتِحها بالتَّكبير، كخطبة العيد»، الاستسقاءُ له خُطبةٌ واحدة، وهذه الخُطبة
تشتمِلُ على الدُّعاء والاستغفارِ والموعظة.
«ويُكثِر فيها
الاستغفارَ وقراءةَ الآياتِ التي فيها الأَمرُ به» مثل قولِه تعالى، عن نوحٍ
عليه السلام: ﴿فَقُلۡتُ
ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا ١٠ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا ١١ وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّٰتٖ
وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا﴾ [نوح: 10- 12]، ومثل قولِ هود، عليه السلام: ﴿وَيَٰقَوۡمِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ
رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا وَيَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ وَلَا تَتَوَلَّوۡاْ
مُجۡرِمِينَ﴾ [هود: 52].
فيقرأُ هاتين
الآيتين والآياتِ التي في آخِرِ سورةِ البقرةِ فيها الدُّعاءُ والاستغفار.
«ويرفَعُ يديه
فيدعو» هذا خاصٌّ بخُطبةِ الاستسقاء، أمَّا رفعُ اليدين في خُطبةِ الجُمُعةِ أو
خُطبةِ العيدِ فهو بِدعَة.
«بدعاءِ النَّبيِّ
صلى الله عليه وسلم » يعنى: يتحرَّى الدُّعاءَ الوارِد؛ لأنَّه أقربُ
للإجابة،
وإن دعا بغيرِه
ممَّا يُوافقُ الكِتابَ والسُّنَّةَ فلا بأس.
«ومنه: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا هَنِيئًا مَرِيئًا سَحًّا، غَدَقًا مُجَلَّلاً عَاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ، وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنْ الْقَانِطِينَ»» ([1])، «اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَهُ قُوَّةً لَنَا عَلَى طَاعَتِك، وَبَلاَغًا إِلَى حِينٍ» ([2])،
([1])أخرجه: البيهقي في «معرفة السنن والآثار» رقم (7210).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد