ولا
يُصَلِّي الإمامُ على الغالِ، ولا على قاتِلِ نَفْسِه.
*****
«إلى شَهْرٍ» الصَّلاةُ على
الغائِبِ أو على القَبْرِ إلى شَهْرٍ؛ لأنَّ أكْثَرَ ما رُوِيَ عنِ النَّبيِّ صلى
الله عليه وسلم أنَّه صلَّى على القَبْرِ إلى شَهْرٍ؛ لأنَّه لمَّا قَدِمَ صلَّى
على أمِّ سَعْدِ بنِ عُبادَةَ بعْدَ شَهْرٍ مِن مَوْتِها ([1])، هذا أكْثَرُ ما
رُوِيَ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
أمَّا إنْ زادَ عنِ
الشَّهْرِ فهذَا لا دَليلَ علَى الصَّلاةِ عليهِ، يقولُ الإمامُ أحمَدُ: «وأكْثَرُ
ما بَلَغَني إلى شَهْرٍ»، وأيضًا يقولونَ: لأنَّ المَيِّتَ بعْدَ الشَّهْرِ
يَتَحَلَّلُ جِسْمُهُ ولا يَبْقَى منْه شَيءٌ في الغالبِ.
فكلُّ مُسلِمٍ لا
بدَّ أنْ يُصَلَّى عليهِ، حتَّى وإنْ كانَ فاسِقًا، بلِ الفاسِقُ منَ المُسلمينَ
أَوْلَى بالصَّلاةِ؛ لأنَّه أحْوَجُ إلى الدُّعاءِ وأحْوَجُ إلى الاسْتغفارِ،
فيُصَلَّى عليهِ ولو كانَ فاسِقًا، إلاَّ الإمامَ الأعظَمَ أو نائِبَه فإنَّه لا
يُصَلِّي على بَعْضِ المُجْرمينَ رَدْعًا لهُم.
«ولا يُصَلِّي الإمامُ على الغالِ» أوَّلُهُم: «الغالُّ» منَ الغَنيمَةِ الَّذي يَأْخُذُ منَ الغَنيمةِ في الجِهادِ قبْلَ أنْ تُقْسَمَ، لأنَّ هذا غُلُولٌ وكَبيرةٌ منْ كبائِرِ الذُّنوبِ، وقد قالَ اللهُ جل وعلا: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّۚ وَمَن يَغۡلُلۡ يَأۡتِ بِمَا غَلَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ﴾ [آل عمران: 161]، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أخْبَرَ أنَّ الغالَّ يأتِي بما غَلَّ «إِنْ كَانَ شَاةً يَأْتِي بِهَا، وِإِنْ كَانَ بَعِيرًا يَأْتِي بِهِ عَلَى رَقَبَتِهِ لَهُ رُغَاءٌ,أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ» ([2]).
([1])أخرجه: الترمذي رقم (1038).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد