فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا ٨ قَدۡ
أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا﴾ [الشمس: 7- 9]، وتَزْكِيَةُ النَّفْسِ تطْهيرُها منَ
الشِّرْكِ والكفْرِ والذُّنوبِ والمَعاصِي والأخلاقِ الذَّميمةِ، قالَ تَعَالى: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ
صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا﴾ [التوبة: 103]،
كذلكَ تُزَكَّى النَّفْسُ منَ البُخْلِ والشُّحِّ.
النَّوعُ الثَّاني: زكاةُ البَدنِ وهيَ
صَدقَةُ الفِطْرِ من شهْرِ رمضانَ، فقدْ فرَضَها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «صَاعًا
مِنْ طَعَامٍ مِنْ بُرٍّ أَوْ تَمْرٍ أَوْ شَعِيرٍ أَوْ أَقِطٍ,عَلَى الصَّغِيرِ
وَالْكَبِيرِ وَالذَّكَرِ وَالأُْنْثَى وَالْحُرِّ وَالْعَبْدِ»([1])فهيَ زكاةٌ عنِ
البَدَنِ.
والنَّوعُ
الثَّالثُ: زكاةُ الأموالِ، وزكاةُ الأموالِ رُكْنٌ من أركانِ الإسلامِ، وهيَ قرينَةُ
الصَّلاةِ، قدْ فَرَضها اللهُ سبحانه وتعالى على المُسلمينَ بعْدَ هجْرَةِ
النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى المَدينَةِ، فهيَ فريضَةٌ عظيمَةٌ وشعيرَةٌ
ظاهرَةٌ.
قالَ صلى الله عليه
وسلم لمُعاذِ بنِ جَبلٍ لمَّا بَعَثَهُ إلى اليمَنِ، «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا
أَهْلَ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةِ أَنْ لاَ
إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ
لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي
الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ
اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، وَتُرَدُّ
عَلَى فُقَرَائِهِمْ»([2]).
فهيَ فُرِضَتْ على المسلمينَ بعْدَ الهجْرَةِ، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ألْزَمَ بها المُسلمينَ، وأرْسلَ صلى الله عليه وسلم السُّعَاةَ الَّذين يَجْبُونَ الزَّكَوَاتِ من أهْلِ الأموالِ،
([1])أخرجه: البخاري رقم (1441).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد