×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

فيُخرِج عن نَفسِه وعن مُسلِم يَمُونُه ولو شَهرَ رَمَضان.

فإنْ عَجَز عن البَعضِ بدأ بنَفسِه، فامرَأَتِه، فرَقِيقِه، فأمِّه، فأَبِيه، فوَلَدِه، فأقَربَ فِي مِيراثٍ.

*****

 عَلَيه، ولا يَمنَعُها أن عليه دَينًا للنَّاس؛ بخِلافِ ما مرَّ فِي زَكاةِ المال من أنَّهَا يَمنَعُها الدَّين الذي يُنقِص النِّصاب.

«إلا بطَلَبه»، لو طَالَب صاحِبِ الدَّين بالدَّين وهو حالٌّ، وليس عِندَ المَدينِ إلاَّ ما يسدِّد الدَّين، لم تَجِب عَلَيه صَدَقة الفِطرِ؛ لأنَّه لم يَبْقَ عِندَه شيءٌ يُخرِج منه صَدَقة الفِطرِ؛ لأنَّ الَّذي عِندَه أَصبَح مُستَحَقًّا لصاحِبِ الدَّينِ.

«فيُخرِج عن نَفسِه وعن مُسلِم يَمونُه» يُخرِج الإِنسانُ عن نَفسِه أولاً، ثم يُخرِج عمَّن يَمونُه - يعني: عمَّن يُنفِق عَلَيه من أَولادِه، وزَوجاتِه ووَالِدَِيه، وأَهلِ بَيتِه -، يُخرِج عن كلِّ مَن تَلزَمُه نَفقَتُهم لأنَّها تابِعَة للنَّفَقة؛ لكن يَبدَأ بنَفسِه أوَّلاً؛ لأنَّ حاجَتَه مُقدَّمة عَلَى حاجَةِ غَيرِه.

«ولو شَهرَ رَمَضان» «ولو» هَذِه إشارةٌ للخِلافِ، أمَّا أنه يَمُون هَذَا الإِنسانَ دائمًا؛ فلا شكَّ أنه يَجِب عَلَيه أن يُخرِج عنه صَدَقة الفِطرِ، أمَّا الذي لا يَمونُه إلاَّ فِي شَهرِ رَمَضان تبَرُّعًا منه وإِحسانًا إِلَيه، فهَذَا قيل: تَجِب عَلَيه؛ لأنَّها تاِبعَة للنَّفَقة، وقيل: يُستحَبُّ له ذَلِكَ ولا يَجِب عَلَيه.

الأَرجَحُ - والله أَعلَم - أنَّه إذا لم يُنفِق عَلَيه إلاَّ شهرَ رَمَضان فَقَط، فلا يَجِب عَلَيه ذَلِكَ؛ لأنَّ إِنفاقَه عَلَيه من باب التبَرُّع.

«فإنْ عَجَز عن البَعضِ بَدَأ بنَفسِه، فامرأَتِه، فرَقِيقِه، فأمِّه، فأَبِيه، فوَلَدِه، فأَقربَ فِي مِيراثٍ» إذا كان عِندَه سَعَة من المال،


الشرح