×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

وَتَعْجِيلُ فِطْرٍ عَلَى رُطَبٍ وَتَأْخِيرُ سُحُورٍ، فَإِن عُدِمَ فَتَمْرٌ، فإنْ عُدِمَ فماءٌ، وقوْلُ ما وَرَدَ.

*****

عليهِم، وهو صائِمٌ، هَذا مِن بابِ أَوْلَى؛ فالشَّتْمُ والسِّبابُ مُحرَّمانِ، فـ «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلاَ الْفَاحِشِ، وَلاَ الْبَذِيءِ» ([1]) في جميعِ الأحوالِ، ولكنَّهُ في حالةِ الصِّيامِ يتأكَّدُ في حَقِّهِ ذلِكَ؛ لأنَّ هذهِ الأمُورَ تُجَرِّحُ صِيامَهُ، وتَنقُص ثوابَهُ، فلا يجوزُ لَهُ أنْ يَبتَدِئَ النَّاسَ بالسِّبابِ والشَّتمِ، ويُطلقَ لِسانَهُ عليهِم، وهو صائِمٌ؛ لأنَّ هذا يَذْهَبُ بثوابِ صيامِه، زيادَةً على إِثْمِه بالكلامِ المُحَرَّمِ.

«وَتَعْجِيلُ فِطْرٍ» يُستحَبُّ للصَّائِمِ تَعجيلُ الفِطْرِ، إذا غرَبَتِ الشَّمسُ، فإنَّهُ يُبادِرُ بالفِطْرِ؛ لقولهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَاهُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَاهُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» ([2])، ولأنَّ اللهَ سبحانه وتعالى حدَّدَ الإفطارَ بِبِدايَةِ اللَّيْلِ، قالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ [البقرة: 187].

والليلُ يبدَأُ بِغُروبِ الشَّمْسِ، فيُستحَبُّ له المُبادَرةُ بالإفطارِ؛ امتثالاً لأمرِ اللهِ سبحانه وتعالى؛ ولِئَلاَّ يزيدَ في العبادةِ شيئًا ليسَ منها، وفي هذا رَدٌّ على الذينَ يُؤخِّرُونَ الإفطارَ، ويَزْعُمونَ أنَّ هذا مِن مَحَبَّةِ الخيرِ ومِنَ الوَرَعِ، فهذَا مِن فِعْلِ المُبتدِعَةِ الَّذِينَ لا يُفطِرُونَ إلاَّ حينَ تشتَبِكُ النُّجومُ، فهذا


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (1977)، وأحمد رقم (3839)، والحاكم رقم (29)، وابن حبان رقم (192).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1839)، ومسلم رقم (1101).