ولا ينبَغِي
المُبالغَةُ في أنواعِ الأطعمةِ عندَ الإفطارِ وملءِ المَعِدة بذلك؛ لأنَّ هذا
فيهِ أَضرارٌ طِبِّيَّةٌ على المَعِدَةِ؛ ولأَِنَّهُ يَكْسُلُ عنِ الصَّلاةِ.
وَأَشَدُّ مِن
ذَلِكَ أنَّ هؤلاءِ الَّذِينَ يَجلِسُونَ على موائدِ الإفطارِ، وعَلَى أنواعِ ما
يُقَدَّمُ فيها يتأخَّرُونَ عَن صلاةِ المغربِ مَعَ الجماعةِ، فتَفُوتُهم صلاةُ
الجماعةِ، وتَرْكُ صلاةِ الجماعةِ مُحرَّمٌ، وكُلُّ شيْءٍ أدَّى إِلَى المُحَرَّمِ
فإنَّهُ لا يجوزُ، فينبغِي تخفيفُ الإفطارِ؛ لِئَلاَّ يستغرِقَ زَمنًا طويلاً
يؤخِّرُهم عن حُضورِ صلاةِ الجماعةِ.
«وَتَأْخِيرُ سُحورٍ» كذلِكَ يُستحَبُّ
تأخِيرُ السُّحورِ بأنْ يكُونَ عِندَ نهايةِ اللَّيلِ وبدايةِ النَّهارِ؛ لقوله
تعالى: ﴿وَكُلُواْ
وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ
ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ﴾ [البقرة: 187]، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يُؤخِّرُ
السُّحورَ إلى طُلوعِ الفجرِ، فهؤلاءِ الذين يتسَحَّرونَ مُبكِّرينَ يُخالِفُونَ
السُّنَّةَ، فإذا تسَحَّرُوا نامُوا، وترَكُوا صلاةَ الفجرِ معَ الجماعةِ، أو
تركُوا صلاةَ الفجرِ في وقتِها، ولا يُصلُّونَ إلاَّ إذا استيقظُوا، فهؤلاءِ قد
خالَفُوا السُّنَّةَ، وهي تأخيرُ السُّحورِ، وارتكَبُوا مُحَرَّماتٍ، وهي تَرْكُ
صلاةِ الجماعةِ، وأشدُّ مِن ذلك إخراجُ الصَّلاةِ عن وقتِها - والعياذُ باللهِ -
وهم صائِمونَ.
ولا شَكَّ أنَّ المَعاصِيَ والمُحرَّماتِ في الصِّيامِ أشَدُّ مِنَ المَعاصِي والمُحَرَّماتِ في غيرِ حالةِ الصِّيامِ، فالواجبُ على هؤلاءِ أنْ يُنقِذُوا أنفُسَهُم مِن هذِه الأفعالِ الوَخِيمةِ، فقدْ لا يبْقَى لَهُم في صيامِهم ثوابٌ؛ لأنَّهم أَذْهَبُوا ثوابَهُم بالمعاصِي والمُحرَّماتِ الَّتِي فعَلُوها؛ فيُصْبِحُوا خاسِرِينَ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد