×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

فهذا اليوم يُستحَبُّ صِيامُهُ، وقدْ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ» ([1])، وقد صامَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وأمَرَ بِصيَامِهِ؛ لأَِنَّهُ لمَّا قَدِمَ المدينةَ وجدَ اليهودَ يَصُومُونَ هذا اليومَ فسألَهُم عنْ ذَلِكَ، فَقالُوا: إنَّ هذا يومٌ أعَزَّ اللهُ فِيهِ مُوسَى وقومَهُ، وأذَلَّ فِرْعَوْنَ وقوْمَهُ، فصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا لله، فنحْنُ نَصُومُه شُكْرًا للهِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «نَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ([2])، فَقِيلَ لَهُ صلى الله عليه وسلم: إنَّ اليَهُودَ كانَتْ تَصُومُهُ، فقالَ صلى الله عليه وسلم: «خَالِفُوهُمْ، صُومُوا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ يَوْمًا بَعْدَهُ» ([3]) وقالَ: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ» ([4])، فيُستحَبُّ صِيامُ يوْمِ العاشرِ مِن مُحرَّمٍ، وأنْ يُصامَ يَوْمٌ قبْلَهُ، أو يَوْمٌ بعدَهُ مُخالَفةً لليَهُودِ.

النَّوع الخامِس: «وَتِسْعِ ذِي الحِجَّةِ» مِن الأيَّامِ الَّتِي يُستحَبُّ صِيامُها تِسعُ ذِي الحِجَّةِ، وهِيَ أوَّلُ الشَّهرِ؛ وذلك لقولِه صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَفْضَلُ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَْيَّامِ الْعَشْرِ»، قيلَ: وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» ([5])، والصِّيامُ يدُخُل في العمَلِ الصَّالِحِ فِي هذِه الأيَّامِ؛ لأنَّ الصِّيامَ مِن أفضَلِ الأعمالِ. ولِمَا ورَدَ في صيامِها عَنِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1162).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1900)، ومسلم رقم (1130).

([3])أخرجه: ابن خزيمة رقم (2095).

([4])أخرجه: مسلم رقم (1134).

([5])أخرجه: البخاري رقم (926).