وَمَنْ
نَذَرَهُ، أَوِ الصَّلاةَ فِي مَسْجِدٍ غيْرِ الثَّلاثَةِ - وأفْضَلُهَا المسجِدُ
الحرامُ، فَمَسجِدُ المَدِينةِ، فالمَسجِدُ الأقْصَى - لم يَلْزَمْهُ فِيهِ، وإنْ
عَيَّنَ الأفضَلَ لَمْ يَجُزْ فِيما دُونَهُ، وعَكْسُه بعكْسِهِ.
*****
الله، هذا هو المشروعُ الَّذِي يُحِبُّه اللهُ
ورسولُه؛ لأنَّ المساجِدَ هي بُيوتُ الله عز وجل، وقد جاء في الحديثِ أنَّ مِن
السَّبعةِ الَّذِين يُظِلُّهُم اللهُ في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إلاَّ ظِلُّهُ يومَ
القيامةِ «رَجُلاً مُعَلَّقًا قَلْبُهُ فِي المَساجِدِ» ([1]) يعنِي يُحِبُّ
المَساجِدَ، ويألَفُها.
وقد قالَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم: «بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ
بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([2])، قال سبحانه: ﴿إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ
ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ
وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن
يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾ [التوبة: 18] فالذينَ يَزْهَدُونَ في المساجِدِ،
ويَنقَطِعونُ عنها؛ إمَّا لكسلٍ وزُهدٍ في صلاة الجماعةِ والجُمعةِ، وإمَّا
بِدَعْوَى أنَّهُم في عبادةٍ وأنَّهُم في خَلْوَةٍ مع الله عز وجل كِلا الطَّرفينِ
عاصِيًا للهِ ولرسولهِ.
«وَمَنْ نَذَرَهُ، أَوِ الصَّلاَةَ فِي مَسْجِدٍ غَيْرِ الثَّلاثَةِ - وَأَفْضَلُها المَسجِدُ الحَرامُ، فَمَسجِدُ المَدِينةِ، فالمَسجِدُ الأقْصَى - لَمْ يَلْزَمْهُ فِيهِ» مَن نذرَ الاعتِكافَ فِي مسجِدٍ غيرِ المساجِدِ الثَّلاثَةِ؛ فإنَّهُ لا يَلْزَمُه أن يؤدِّيَ ما نذَرَهُ في ذلِكَ المَسجِدِ، بل يُجْزِئُه أن يعتَكِفَ في أيِّ مسجِدٍ مِنَ
([1])أخرجه: البخاري رقم (629)، ومسلم رقم (1031).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد