×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

والمَحرَم: هو مَن تَحرُم عَلَيه عَلَى التَّأبيدِ بنَسَب أو سَببٍ مُباح كما يَأتِي، ويَكُون بالغًا، عاقِلاً، فإن لم تَجَدِ المَحرَم فإنَّها تَنتَظِر حتَّى يَتوفَّر المَحرمُ، فإن أَيِسَت من وُجودِ المَحرَم فإنَّها توكِّل من يحُجُّ عنها، ولا تحُجُّ بدُونِ مَحرَم.

لقَولِه صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ أَنْ تُسَافِرَ إلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ» ([1]).

ولأنَّ رجلاً جاء إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يريد الغَزْوَ والجِهادَ فِي سَبيلِ الله وأخبَرَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أنَّ امرأتَه خَرَجت حاجَّة، فقال: «اذْهَبْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ» ([2])، فأَرجَعَه من الغَزوِ والجِهادِ فِي سِبيلِ الله إلى أن يحُجَّ مع امرَأتِه؛ وذَلِكَ لأنَّ المَرأةَ ضَعِيفَة وبحَاجَة إلى مَن يَصونُها، ويَحفَظُها، ويقوم بحَوائِجِها.

والسَّفرُ صَعبٌ فيه مَشَاقُّ، فيه تعرُّضٌ لأَخطارٍ، وتُعَرَّض المَرأةُ للفِتَن، وأن يَطمَع بِهَا الفَسَقَة إذا لم يَكُن معها مَحرَم.

فيُشتَرَط لوُجوبِ الحَجِّ عَلَى المَرأة - يعني: وُجوب مُباشَرة الحَجِّ - أن تَجِد المَحرَم، فإن لم تَجِدْه وهي غنيَّة فإنَّها تَنتَظِر، فإن وَجَدت مَحرمًا فيما بعدُ فإنَّها تحَجُّ، وإن لم تَجِد مَحرَمًا فإنَّها توكِّل مَن يحُجُّ عنها.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1340).

([2])أخرجه: البخاري رقم (2844)، ومسلم رقم (1341).