وفِعْلُهُما
من الصَّبيِّ والعَبدِ نفلاً.
والقَادِر:
مَن أَمكَنَه الرُّكوب، ووَجَد زادًا ورَاحِلَة صالِحَيْن لمِثْلِه بعد قَضاءِ
الواجِبَات والنَّفَقات الشَّرعِيَّة، والحَوائِج الأَصلِيَّة.
*****
«وفِعْلُهُما من
الصَّبيِّ والعَبدِ نفلاً» يصِحُّ فِعْل الحَجِّ والعُمرَة من الصَّبيِّ غَيرِ
المُكلَّف وتَكُون نافِلَة، بدَليلِ أنَّ امرَأةً رَفَعت إلى النَّبيِّ صلى الله
عليه وسلم صبيًّا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: «نَعَمْ،
وَلَكِ أَجْرٌ» ([1])؛ فدلَّ عَلَى أنَّه
يصِحُّ حَجُّ الصَّبيِّ، وأنَّه يَكُون له نافِلَة، ولولِيِّه أجرٌ فِي ذَلِكَ،
وأن ذَلِكَ لا يُجزِئُه عن حَجَّة الإِسلامِ.
كَذَلِكَ الرَّقِيقُ
إذا حَجَّ فِي أَثناءِ الرِّقِّ يَكُون له نافِلَة ويُؤجَر عَلَيه، لَكِنْ إذا
عَتَق لا بُدَّ من أداء حَجَّة الإِسلامِ وعُمرَة الإِسلامِ.
«والقادِرُ: مَن
أَمكَنَه الرُّكوب» هَذَا تَفسيرٌ لقَولِه تَعالَى: ﴿مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ
سَبِيلٗاۚ﴾ [آل عمران: 97]، وهو أن يَقدِر عَلَى رُكوب الدَّابَّة،
أو الطَّائِرة، أو السَّيَّارة، فإذا كان لا يَقدِر عَلَى الرُّكوبِ لضَعفِ جِسمِه،
أو لزَمانَةِ مَرَضِه، أو كِبَرِ سِنِّه، فإنَّه لا يُباشِر الحَجَّ بنَفسِه،
ولكنْ يوكِّل مَن يحُجُّ عنه؛ لأنَّ عُذرَه لا يُنتَظَر زَوالُه.
«ووَجَد زَادًا
ورَاحِلَة» وكَذَلِكَ يَكُون عِندَه زادٌ يُبَلِّغه إلى الحَجِّ، ويُنفِق منه ذَهابًا
وإيابًا، لقَولِه تَعالَى: ﴿وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [البقرة: 197].
فلا يَجُوز للإنسان أن يحُجَّ وهو ليس معه زادٌ، ويَكُون عالَةً عَلَى النَّاس، أو يَنظُر إلى النَّاس، أو يَسأل النَّاس.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1336).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد