وتَكُون هَذِهِ
النَّفَقة التي أَخَذها معه فاضِلَة، عن حَوائِجِه الأَصلِيَّة، وعن حَوائِج مَن
يَمُونه، فلا يضيِّق عَلَى نَفسِه فِي النَّفَقة أو الحَوائِج الأَصلِيَّة، أو
يضيِّق عَلَى من يَمونُهُم من أَولادِه، ويقول: «أُوَفِّرُ للحَجِّ!»،
وتَكُون النَّفَقة فاضِلَة عن حَوائِجِه الأَصلِيَّة مِثل الدَّابة التي يَركَبُها،
والبَيت الذي يَسكُنُه، والكُتُب التي يَحتاجُها، أمَّا الحَوائِجُ
التَّكمِيلِيَّة فهَذِه يَبِيعُها؛ لأنَّه ليس فِي حاجَةٍ إِلَيها، يَبِيعُها
ويحَجُّ منها إذا كانت زائِدَة عن حَوائِجِه الأَصلِيَّة.
وقَولُه: «صالِحَيْن
لِمِثْلِه».
صالِحَيْن لمِثْلِه،
فالغنيُّ يَكُون مَركَبُه مَركَبَ الأَغنياءِ، ولا يُلزَم بأنْ يَركَب مَراكِب
الفُقَراء، وكَذَلِكَ تَكُون نَفَقَته نَفَقة الأَغنياءِ، ولا يُلزَم بأن تَكُون
نَفَقَته نَفَقة الفُقَراء، والفَقِير تَكُون نَفَقته ومَركَبُه للحَجِّ ما يَصلُح
للفُقَراء.
وقوله: «بعد قَضاءِ
الواجِبَات والنَّفَقات الشَّرعِيَّة، والحَوائِج الأَصلِيَّة».
كَذَلِكَ يَكُون هَذَا المال الذي يحُجُّ به فاضِلاً عن قَضاءِ ما عَلَيه من الحُقوقِ الوَاجِبَة، كالدُّيون إذا كان عَلَيه دُيون تَستَغْرِق ما معه، ولا يَبقَى بَعدَها شيءٌ فإنه لا يحُجُّ حتَّى يُسامِحَه الغَريمُ أو الغُرَماء أو يُسدِّد دُيونَه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد