فإذا
بَلَغَ مُحَسِّرًا أَسْرَعَ رَمْيَةَ حَجَرٍ، وأخذَ الحَصى -وعدَدُه سبعونَ بينَ
الحِمَّصِ والبُندُقِ.
*****
لقوْلِه صلى الله
عليه وسلم لمَّا كان في مزدلفةَ «وَقَفْتُ هَاهُنَا وَجَمْعٌ كُلُّهَا
مَوْقِفٌ» ([1])فالمُهمُّ أنَّه
يُسْتحبُّ لهُ أنْ يَجْتَهِدَ في الدُّعاءِ بعدَ صلاةِ الفجرِ حتَّى يُسفِرَ
جدًّا، ثمَّ يَنصِرَفَ من مُزدلفَةَ إلى منًى قُبَيلَ طُلوعِ الشَّمسِ.
«ويقرأُ:﴿فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ﴾ الآيتينَ [البقرة:
198، 199]، ويَدْعو حتَّى يُسْفِرَ» ويَقرأُ الآيتيْنِ وهمَا قوْلُه تَعالى: ﴿لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن
تَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡۚ فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ وَٱذۡكُرُوهُ
كَمَا هَدَىٰكُمۡ وَإِن كُنتُم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ ١٩٨ ثُمَّ
أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ
غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [البقرة: 198- 199]، ثمَّ يَدْعو بما تَيسَّرَ لهُ منَ
الدُّعاءِ.
«فإذا بلَغَ
مُحسِّرًا أَسْرعَ رمْيةَ حجَرٍ» إذا دَعا في المُزدلفَةِ بعدَ صلاةِ الفجْرِ
فإنَّه يَنصَرِفُ قبلَ طُلوعِ الشَّمسِ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم
انصرَفَ منها قبْلَ طُلوعِ الشَّمسِ ([2]) مُخالِفًا بذلك
المُشْركينَ، فإنَّ المُشركينَ كانُوا يَقِفُونَ فيها إلى أنْ تَطْلُعَ الشَّمسُ
ويقولونَ: أشْرِقْ ثَبير كيْمَا نُغِير.
فخالَفَهم رسولُ اللهِ فدَفَعَ مِن مُزدلِفَةَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ فإذا أتَى الحجَّاجُ على وادي مُحَسِّرٍ - وهو وادٍ يَفْصِلُ بينَ منًى وبينَ مُزدلِفَةَ، وهوَ بَرْزخٌ بينَ المَشْعَرَيْنِ، ليسَ هو منْ منًى ولا من مُزدلِفَةَ - فإنَّه يُسرِعُ
([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد