×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

فإذا وَصلَ إلى منًى -وهيَ: من وادي مُحَسِّرٍ إلى جمْرَةِ العَقبةِ -رماها بِسَبْعِ حَصياتٍ مُتعاقِبَاتٍ.

*****

 

فلا يُبالَغُ في الحَصَى فيأْخُذُ حَصَى كِبارًا؛ لأنَّ هذا منَ الغُلُوِّ، بل يأخُذُ حصَى على قَدْرٍ أكْبَرَ منَ الحمصِ أو حبِّ الفُولِ بقليل، هذا مِثْلُ الَّذي رَمَى به النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لمَّا لَقَطَ له ابْنُ عبَّاسٍ هذهِ الحَصَياتِ الَّتي هيَ أكْبَرُ منَ الحمَّصِ أخذَها صلى الله عليه وسلم وقالَ: «أَمْثَال هَؤُلاَءِ فَارْمُوا، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ» ([1]).

فلا يُرْمَى بحَصًى كِبارٍ؛ لأنَّ هذا منَ الغُلُوِّ، ولا يَرْمي بحصًى أصْغرَ منَ الحِمَّصِ؛ لأنَّ هذا خِلافَ السُّنَّةِ، وإنَّما يَأخُذُ قَدْرَ الحَصى الَّذي وُصِفَ في الحَديثِ والَّذي رَمَى به صلى الله عليه وسلم.

«فإذا وصلَ إلى منًى - وهي: من وادي مُحَسِّرٍ إلى جمْرَةِ العقَبَةِ - رمَاها بسَبْعِ حصَياتٍ مُتعاقِباتٍ» فإذا وصَلَ إلى منًى، وحُدودُها شِمالاً وجَنوبًا بيْنَ الجِبالِ المُحيطَةِ بها وما أقْبَلَ منَ الجِبالِ المُطِلَّةِ علَيها منْ جميعِ الجَوانِبِ، كلُّه من منًى، وأمَّا ما بعْدَ جمْرَةِ العقَبَةِ ممَّا يلي مكَّةَ فإنَّه خارِجُ منًى، فإذا وصَلَ إلى جمْرَةِ العقَبَةِ، وهيَ الجَمرَةُ الكُبْرَى الأخيرَةُ ممَّا يلِي مكَّةَ، سُمِّيَتْ بجَمْرَةِ العقَبَةِ لأنَّها كانَتْ تحْتَ طريقٍ يصْعَدُ في الجبَلِ، والعَقبةُ هيَ الطَّريقُ للجبَلِ ثمَّ أُزِيلَ الجبلُ من أجْلِ التَّوْسعَةِ، وتُسَمَّى الجَمرَةُ الكُبرَى، ولا يُرْمَى في يوْمِ العِيدِ غيرُها، فإذا وصَلَها فإنَّه يَرمِيها بسَبعِ حَصياتٍ.


الشرح

([1])أخرجه: النسائي رقم (3057)، وابن ماجه رقم (3029)، وابن حبان رقم (3871).