وكلُّها
مَوْقِفٌ إلا بَطْنَ عُرَنَةَ.
*****
فالنُّزولُ بمِنًى
في اليومِ الثَّامنِ والمَبيتُ بها سُنتانِ مِن سُنَنِ الحجِّ، فلو لمْ يذْهَبْ
إلى منًى وذهَبَ إلى عَرَفاتٍ صحَّ ذلكَ؛ ولكن يكونُ تارِكاً لسُنَّةٍ.
وكذلكَ لو لم
يُحْرِمْ في يومِ التَّرْويَةِ، ولم يُحرمْ إلاَّ يوْمَ عرَفَةَ صحَّ ذلك، ولكن
يكونُ تارِكاً لسُنَّةٍ.
«فإذا طلعَتِ
الشَّمسُ سارَ إلى عَرَفةَ» ثمَّ إذا طلعَتِ الشَّمسُ من اليومِ التَّاسعِ، سارَ
الحُجَّاجُ إلى عَرَفةَ، سواءٌ كانوا في منًى - كما هو السُّنَّةُ - أو كانوا في
غيرِ مِنًى فيسيرُ الجميعُ إلى عَرَفةَ، وهي مكانُ الوُقوفِ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله
عليه وسلم سارَ من مِنًى في اليومِ التَّاسعِ إلى عَرَفةَ بعدَ طُلوعِ الشَّمسِ،
هذا هو الأفْضَلُ.
وعرفَةُ هي مكانُ
الوُقوفِ، فلا يَصحُّ الوُقوفُ في غيرِ عرَفَةَ، وكانوا في الجاهلِيَّةِ يقِفُون
في المُزْدَلِفةَ، ولا يَذهبون إلى عرفَةَ، ويقولون: نحْنُ سكَّانُ الحرَمِ فلا
نَخرُجُ إلى الحِلِّ.
فغيَّرُوا مَناسِكَ
الحجِّ، فجاءَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فأَعادَ مناسِكَ الحجِّ على دِينِ
إبراهيمَ عليه السلام فمَضَى إلى عرفةَ ولم يَنزِلْ في مُزْدلفَةَ؛ عَملاً
بقَوْلِه تعَالى: ﴿ثُمَّ
أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ﴾ [البقرة: 199] أي
من عرفَةَ حيثُ أفاضَ إبراهيمُ الخَليلُ.
«وكلُّها مَوْقِفٌ» عَرفةُ كلُّ ساحاتِها وما كانَ داخِلَ حُدودِها فإنَّه كلُّه مكانٌ للوُقوفِ، وقد علمت الآنَ بعلاماتٍ واضحةٍ من جَميعِ الجِهاتِ، فليكُنِ الحاجُّ داخِلَ علاماتِ الحُدودِ، ولا يَقِفُ خارجَ الحُدودِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد