وليسَ لبَعْضِ
مَواطِنِها مَزِيَّةٌ من حيثُ صحَّةُ الوُقوفِ فيهِ على البعضِ الآخَرِ؛ لقوْلِه
صلى الله عليه وسلم «وَقَفْتُ هَاهُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ» ([1]).
فكلُّها مَحَلُّ
وقوفٍ، وكلُّها يتَأدَّى بالوُقوفِ فيه الرُّكْنُ الأعْظمُ للحجِّ - فلا يُكَلِّفُ
الإنسانُ نفْسَه، ويَذْهبُ إلى مكانٍ معيَّنٍ من عرفَةَ، ويقولُ: لا أقِفُ إلاَّ
في هذا المَكانِ حيثُ مَوقفُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذي وقَفَ فيه عندَ
الصَّخراتِ، وجعَلَ جبَلَ الرَّحْمَةِ بينَه وبينَ القِبْلَةِ، ووقَفَ هناكَ، لا
يَتَعيَّنُ على الإنسانِ أن يذْهَبَ إليه، بل يَنزِلُ في أيِّ مكانٍ من عرفَةَ
لقولِه صلى الله عليه وسلم: «وَقَفْتُ هَاهُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ»،
فالدِّينُ يُسْرٌ، وللهِ الحَمْدُ.
وليسَ منْ شرْطِ
الوُقوفِ بعرَفَةَ أنَّه لا بدَّ أن يَرَى جبَلَ الرَّحْمةِ - أو يُشاهِدُ جبلَ
الرَّحمةِ كما يقولونَ، أو يذهَبَ إليهِ، أو يصعَدَ عليهِ، كلُّ هذا لا دليلَ
عليِه، وليسَ هو منَ العِبادَةِ؛ بل هوَ منَ التَّكلُّفِ الَّذي ما أنزَلَ اللهُ
بهِ من سُلْطانٍ ويكونُ منَ البِدعِ إذا اعتقَدَ أنَّه يُشْرعُ الذِّهابُ إلى
الجبلِ، أو مُشاهدةُ الجبلِ، أو الصُّعودُ على الجبلِ، هذا يكونُ منَ البِدَعِ
الَّتي ما أنزَلَ اللُه بها من ُسلطانٍ، بل إذا اعتقَدَ في الجبَلِ أنَّ فيه
بَرَكَةً، أو أنَّه يُصَلِّى فيه، أو يُصَلِّى إليه كما يَفْعَلُ الجُهَّالُ، أو
يتَمَسَّحُ بصَخراتِه أو يتَمَسَّحُ بالعَمودِ الَّذي فَوْقَ الجبلِ، فكلُّ هذا من
وَسائلِ الشِّرْكِ.
وإذا اعتقَدَ أنَّ هذا الجبَلَ أو هذا العَمودَ ينفَعُه أو يضُرُّه فهذا شِرْكٌ أكْبَرُ يُبطِلُ حجَّهُ، نسألُ اللهَ العافيةَ.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد