ويُسَنُّ
أن يَجْمَعَ بها بيْنَ الظُّهرِ والعَصرِ، ويَقفُ راكِبًا عندَ الصَّخراتِ وجبلِ
الرَّحمةِ، ويُكثِرُ منَ الدُعاء بما وَرَدَ.
*****
«إلا بَطْنَ
عُرَنَةَ»، وهو بطْنُ الوَادي الَّذي فيه المَسجدُ، الذي هو مكانُ صلاةِ النَّبيِّ
صلى الله عليه وسلم فقَدْ صلَّى في بطْنِ وادِي عُرَنَة. وهو ليسَ من عرفَةَ؛ هذا
إنَّما صلَّى فيه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاةَ الظُّهرِ وصلاةَ العَصْرِ
جَمْعَ تقْديمٍ معَ القَصْرِ بعدَما خطَبَ على راحِلَتِه، ثمَّ صلَّى الظُّهرَ
والعَصرَ بأذانٍ واحِدِ وإقامَتَيْنِ ثم ذَهَبَ ودخَلَ في عرفَةَ، ولم يَبْقَ في
هذا المَكانِ؛ لأنَّه ليس من عرَفَةَ.
لهذا قال: «وَارْفَعُوا
عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ» ([1])، وهو بطْنُ الوادي،
ومُؤَخِّرةُ المسجدِ من عرفةَ؛ لأنَّها خارِجُ الوادي، ومُقدِّمةُ المسجدِ فإنَّها
من عُرنَةَ، فلا يَصحُّ الوُقوفُ فيها، وقد وُضِعَتْ علاماتٌ بارِزَةٌ - والحمدُ
للهِ - تُبَيِّنُ حُدودَ عرفَةَ والمكانَ الذي لا يَصحُّ الوُقوفُ فيه.
حتَّى في داخِلِ
المسجِدِ وُضِعتْ علاماتٌ تُبيِّنُ ما كانَ من عرفَةَ، وما كانَ خارِجَ عرفَةَ،
والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم - كما هو معلومٌ - نزلَ في نَمِرَةَ أوَّلَ
النَّهارِ ثمَّ رحَلَ منها، وخطَبَ وصلَّى في بطْنِ عُرنَةَ، ثمَّ رحَلَ منْها،
ووَقَفَ بعرَفَةَ.
«ويُسَنُّ أنْ يَجمعَ بها بيْنَ الظُّهرِ والعَصرِ» يُسنُّ أن يَجمَعَ بين الظُّهرِ والعَصرِ إذا دخَلَ وقْتُ الظُّهرِ جمْعَ تقْديمٍ، بأذانٍ واحِدٍ وإقامَتيْنِ، من أجْلِ أنْ يتفَرَّغَ للوُقوفِ والدُّعاءِ، كما فَعَلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ([2]).
([1])أخرجه: أحمد رقم (16797)، وابن حبان رقم (3854)، والحاكم رقم (1697).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد