×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

«ويَقفُ راكِبًا عندَ الصَّخراتِ وجبلِ الرَّحمةِ» ويُسنُّ أن يَقفَ راكِبًا على دابَّتِه أو في سيارَتِه، وإن جَلَسَ أو نامَ في عرفَةَ؛ فإنَّه يُجْزِئُه ذلكَ، ولكنْ كَوْنُه يكونُ راكِبًا وقْتَ الوُقوفِ ويَدْعُو وهو راكِبٌ أو واقِفٌ على قَدمَيْهِ؛ هذا أفضَلُ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وقَفَ راكِبًا يدعُو ربَّه عز وجل.

والمكانُ الذي وقَفَ فيهِ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم عندَ الصَّخراتِ وجبلِ الرَّحمةِ لكنْ لا يتعيَّنُ هذا، لا سيَّما إذا كانَ فيه مَشقَّةٌ على الحُجَّاجِ؛ بل يَقِفونَ في المكانِ الَّذي يَتيسَّرُ لهُم من عرفَةَ.

فلا يُشرَعُ لهم أن يَذهبوا في حرِّ الصَّيْفِ وفي حرِّ الرَّمْضاءِ والعَطشِ منْ أجْلِ أن يَقِفوا عندَ الصَّخراتِ وجَبلِ الرَّحمةِ، فإنَّ هذا غيرُ مَشْروعٍ؛ لمَا فيه منَ التَّكلُّفِ، لكنْ لو تيَسَّرَ له ذلكَ منْ غيرِ كُلْفَةٍ.ووَقَفَ عندَ الصَّخراتِ وجبَلِ الرَّحمةِ في المَوقفِ الَّذي وقَفَ فيهِ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم فهذا أفْضَلُ، لكن بِدونِ تكَلُّفٍ، وبدُونِ مَشقَّةٍ «ويُكْثِرُ منَ الدُّعاءِ بمَا ورَدَ» ويُكْثِرُ في حالةِ وُقوفِه في عرفَةَ منَ الدُّعاءِ؛ لأنَّه يوْمُ دعاءٍ، قدْ قالَ صلى الله عليه وسلم «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»([1]).

فيُكْثِرُ من قوْلِ لاَ إلهَ إلاَّ اللَّه، وحْدَهُ لا شَريكَ له، لهُ المُلْكُ، ولهُ الحَمدُ، وهو على شَيءٍ قديرٌ، ويَدْعو بما تَيسَّرَ لهُ منَ الأدْعِيَةِ المَشروعَةِ المُوافقة لمَا في الكِتابِ والسُّنَّةِ، ولا يَدعو بأدْعِيَةٍ مُبْتدعَةٍ،


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (3585)، ومالك رقم (945)، والبيهقي رقم (9256).