ومن
وَقَفَ ولو لحْظَةً مِن فَجْرِ يوْمِ عرفَةَ إلى فجْرِ النَّحْرِ، وهو أهْلٌ لهُ
صحَّ حجُّهُ وإلاَّ فَلا.
*****
أو يَتوَّسَلُ
بالمَخْلوقينَ أو بِجَاهِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أو غيرِ ذلكَ كما يَفْعَلُ
المُبْتدعَةُ، وإنَّما يَدْعو دُعاءً مَشْروعًا، يَقْتَدِي فيه بمَا في الكِتابِ والسُّنَّةِ.
يَدعُو بالأدْعِيَةِ
الصَّحيحَةِ الثَّابتَةِ بالكتابِ والسُّنَّةِ، أو بما تيَسَّرَ ممَّا يُوافِقُ ما
جاءَ في الكِتابِ والسُّنَّةِ لا في الأدْعيَةِ المُحَرَّفَةِ الشِّرْكيَّةِ، ولا
في الأدْعيةِ المُبتدعَةِ الَّتي ما أنزَلَ اللهُ بها من سُلطانٍ، ولا يَدْعونَ
دُعاءً جَماعيًّا بل كلٌّ يَدعو لنَفْسِه مُنفِردًا من غَيرِه.
«ومَن وَقَفَ ولو
لحظَةً من فجْرِ يوْمِ عرفَةَ إلى فَجْرِ النَّحْرِ» هذا بَيانٌ لوَقْتِ
الوُقوفِ. لمَّا انتَهَى من بَيانِ مَكانِ الوُقوفِ أرادَ أن يُبَيِّنَ وقْتَ
الوُقوفِ.
ووقْتُ الوُقوفِ يبدَأُ عندَ الإمامِ أحمَد رحمه الله منْ فَجْرِ يوْمِ عرفَةَ ([1])، وعندَ الجُمهورِ ورِوايَةٍ عن أحمَدَ يبدَأُ الوُقوفُ من زَوالِ الشَّمسِ يوْمَ عرَفَةَ، وهذا هو الصَّحيحُ، ولكنَّ الإمامَ أحمَدَ رحمه الله استدَلَّ لذلكَ بحديثِ عُروةَ ابنِ المضرِّسِ الطَّائيِّ لمَّا جاءَ يَسألُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في أنَّه ما تَرَكَ جبَلاً إلاَّ وَقَفَ عندَه؛ لأنَّه لا يَعرِفُ عرَفَةَ، وأنَّه أتْعَبَ نفْسَه وأكَلَّ راحِلَتَه فقالَ لهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم «وَمَنْ أَدْرَكَ صَلاَتَنَا» وكانَ في المُزْدلفَة، يعنى صلاةَ الفَجْرِ، «وَوَقَفَ مَعَنَا حَتَّى نَدْفَعَ، وَكَانَ قَبْلُ أَدْرَكَ عَرَفَةَ لَيْلاً أَوْ نَهَارًا صَحَّ حَجَّهُ وَقَضَى تَفَثَهُ» ([2]).
([1])انظر: «الكافي» (1/ 442).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد