فقوْلُه: «أَدْرَكَ
عَرَفَةَ لَيْلاً أَوْ نَهَارًا» هذا يشمَلُ من فجْرِ يوْمِ عرفةَ إلى فجْرِ
يومِ النَّحْرِ، لأنَّ عرفَةَ يوْمٌ ولَيْلَةٌ؛ يوْمُ التَّاسعِ، وليلةُ العاشرِ.
ويوْمُ التَّاسعِ
يبدأُ من طُلوعِ الفَجْرِ، ويَنتَهي بغُروبِ الشَّمسِ.
وليلةُ العاشِرِ
تبدأُ من غُروبِ الشَّمسِ، وتَنتَهِي بطُلوعِ الفجْرِ، كلُّ هذا وقْتٌ للوُقوفِ،
بدليلِ قوْلِه صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَدْرَكَ قَبْلَ عَرَفَةَ لَيْلاً أو
نَهَارًا»، فقوْلُه نَهارًا يشمَلُ جميعَ النَّهارِ؛ منْ أوَّلِه، وهذا وجْهُ
حجَّةِ الإمامِ أحمَدَ. والجُمهورُ يقولونَ: الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم لمْ
يقِفْ إلاَّ لمَّا زالَتِ الشَّمسُ، فكوْنُه انتَظَرَ إلى أن زَالتِ الشَّمسُ ثمَّ
ذهَبَ وخطَبَ وصلَّى في عُرَنَةَ ثمَّ دخلَ في عرفةَ وهوَ يقولُ صلى الله عليه
وسلم: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» ([1]) هذا يدُلُّ على
أنَّ الوُقوفَ يبدَأُ بزوالِ الشَّمْسِ يوْمَ عرفَةَ، لا بطُلوعِ الفجْرِ، وهذا
أصحُّ لأنَّه هو فِعْلُ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم مع قوْلِه: «خُذُوا
عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» أمَّا نهايةُ الوُقوفِ فهيَ بطُلوعِ الفجْرِ ليلَةَ
النَّحْرِ، وهذا بالإجْماعِ، لم يَخْتَلِفوا في نهايةِ الوُقوفِ أنَّه بطُلوعِ
الفجْرِ ليلَةَ النَّحْرِ، وإنَّما اختَلَفوا في بدايةِ الوُقوفِ؛ هل هيَ من فجْرِ
يوْمِ عرَفَةَ أو من ظُهْرِ يومِ عرفَةَ.
«وهوَ أهْلٌ له صحَّ حجُّهُ وإلاَّ فلا» يعني وهوَ مُحرِمٌ بالحجِّ؛ أمَّا إن كانَ غيرَ مُحرِمٍ، وقْتَ وُجودِه في عرفةَ، وإنَّما أحرَمَ بعدَما خرَجَ من عرفَةَ، ولمْ يرجِعْ إليهَا في وقتِ الوُقوفِ، فإنَّه فاتَهُ الوُقوفُ بعرفَةَ.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1297).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد