ومَن
وقَفَ نَهارًا، ودَفَعَ قبْلَ الغُروبِ، ولمْ يَعُدْ قَبْلَهُ؛ فعَلَيْهِ دَمٌ؛
ومَن وَقَفَ لَيْلاً فقَطَ فلاَ.
ثمَّ
يدفَعُ بعدَ الغُروبِ إلى مُزْدلفَةَ بسَكِينةٍ
*****
«ومَن وَقَفَ نَهارًا، ودَفَعَ قَبْلَ
الغُروبِ، ولمْ يَعُدْ قبله؛ فعَلَيهِ دَمٌ» تقدَّمَ أنَّ زمَنَ الوُقوفِ
بعرفَةَ يبدأُ من زوالِ الشَّمسِ على الصَّحيحِ، ويَستَمرُّ إلى طُلوعِ الفجْرِ من
ليلَةِ النَّحْرِ ليلَةَ العاشِرِ، كلُّ هذا وقْتٌ للوُقوفِ، لكنْ مَن وَقَفَ
نهارًا فإنَّه يَلْزَمُه الاستمرارُ في الوُقوفِ إلى غُروبِ الشَّمسِ؛ لأنَّ
النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم لمْ يزَلْ واقِفًا حتى غرَبَتِ الشَّمسُ، وقالَ: «خُذُوا
عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» فمَن دَفَعَ من عرفَةَ قبْلَ غُروبِ الشَّمسِ، فإنْ
عادَ إليهَا واسْتَدْرَك وبَقِى فيها إلى أن غربَتِ الشَّمسُ فلا شيءَ عليهِ،
ومَنِ اسْتمرَّ في الانصرافِ ولمْ يَعُدْ فإنَّه يجِبُ عليهِ فِدْيَةٌ، والفِدْيةُ
أنْ يَذْبحَ شاةً في مكَّةَ أو في الحرَمِ، ويُوَزِّعُها على فُقراءِ الحَرمِ؛
لأنَّه تَرَكَ واجِبًا منْ واجِباتِ الحجِّ، ومَن تَرَكَ واجِباتِ الحجِّ،
فعَلَيْهِ دمٌ.
«ومَن وقَفَ لَيلاً
فَقَطْ فلا» أمَّا مَن وقَفَ في ليلَةِ العاشِرِ بأنْ لم يَصِلْ إلى عرفةَ إلاَّ بعْدَ
غُروبِ الشَّمسِ، فإنَّه يَكْفِيه أقلُّ وُقوفٍ، ثمَّ يَنصرِفُ ولا شَيءَ عليهِ.
«ثم يدفعُ بعدَ الغُروبِ إلى مُزْدلفَةَ بسَكِينةٍ» فإذا غرَبَتِ الشَّمسُ فإنَّ الحاجَّ يَدْفعونَ إلى مُزْدلِفَةَ، وسُمِّيَتْ مُزْدلفَةَ، لأنَّ النَّاسَ يَزدَلِفُونَ إليها، أي: يَدْفَعُونَ إليها، وسُمِّيتْ جمْعًا لأنَّ النَّاسَ يَجْتَمعونَ فيها، وسُمِّيَتِ المَشْعَرَ الحرامَ؛ لأنَّ فيها الجَبَلَ الذي وقَفَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عندَه، كلُّ هذه أسَماءٌ لمُزْدلِفَةَ، فإذا غربتِ الشَّمسُ واسْتَحْكَمَ غُروبُها
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد