×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

ومَن تعَجَّلَ في يَوْميْنِ خرَجَ قبْلَ الغُروبِ: وإلا لَزِمَه المَبيتُ والرَّمْيُ منَ الغَدِ.

*****

الثَّالثِ عشرَ جازَ لهُ ذلكَ؛ لأنَّ الوَقْتَ كلَّه وقْتٌ للرَّمْي، لكنْ يُرَتِّبُه. بأنْ يَرْمي الجَمراتِ لليَوْمِ الحادي عشرَ أوَّلاً مُرَتَّبَة، ثمّ يعودُ ويَرْمي جمَراتِ اليَوْمِ الثَّاني عشَرَ مُرتَّبَةً، ثمَّ يعودُ ويَرْمي جمرَاتِ اليَومِ الثَّالثِ عشَرَ مُرَتَّبةً، وفي هذا مُتَّسَعٌ في هذهِ الأيَّامِ للَّذينَ يَجِدونَ مَشقَّةً وزِحامًا وخطَرًا في أيَّامِ التَّشريقِ، لهم أن يُؤَخِّرُوا الرَّمْيَ إلى أن يَخِفَّ النَّاسُ ويَرْحَلَ النَّاسُ في اليوْمِ الثَّالثِ عَشَر؛ لأنَّ النَّاسَ أغْلَبُهُم يتَعَجَّلُونَ في اليَوْمِ الثَّاني عشرَ، فيكونُ في اليوْمِ الثَّالثِ عشرَ مُتّسعٌ، ورِفْقٌ بالنَّاسِ.

«فإنْ أخَّرَه عنه، أو لم يَبِتْ بها؛ فعَلَيْه دَمٌ» وإنْ أخَّرَ الرَّميَ عنِ اليَومِ الثَّالثِ عشرَ فقَدْ فاتَه الرَّمْيُ؛ لأنَّه انتَهَى وقْتُه ولا يَقْضِي بعدَ فَواتِ الوَقْتِ، لكن يكونُ عليهِ دمٌ، فِدْيةُ جُبْران؛ لأنَّه ترَكَ واجِبًا من واجِباتِ الحجِّ، ومن تَرَكَ واجِبًا من واجباتِ الحجِّ فإنَّ عليهِ الفِدْيةَ، وكذلكَ من تَرَكَ المَبيتَ بمنًى لِياليَ أيَّامِ التَّشريقِ من غيرِ عُذْرٍ شَرْعيٍّ فإنَّه يَلْزَمُه فِديَةٌ؛ لأنَّه ترَكَ واجِبًا من واجباتِ الحجِّ ومن ترَكَ واجِبًا فعَلَيْه دمٌ.

«ومن تعجَّلَ في يَوْميْنِ خرَجَ قبلَ الغُروبِ: وإلا لَزِمَه المَبيتُ والرَّمْي منَ الغَدِ» المُسلمُ مُخَيَّرٌ في أن يَسْتكْمِلَ ثلاثةَ الأيَّامِ بالمَبيتِ والرَّمْي، وهذا أفْضَلُ، وهذا هو الَّذي فَعَلَه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم.

وإنْ أرادَ التَّعَجُّلَ فإنَّه إذا رَمَى الجمراتِ الثَّلاثَةَ بعدَ الزَّوالِ منَ اليَومِ الثَّاني عشرَ؛ فإنَّه يجوزُ له أنْ يَرْحَلَ منْ منًى ويَنهِي حَجَّهُ، لكنْ بشَرْطِ أن يَخْرُجَ من منًى قبلَ غُروبِ الشَّمسِ منَ اليَومِ الثَّاني عشرَ فإنْ أدْرَكَهُ


الشرح