«فإنْ أقامَ
أو اتَّجَرَ بعدَه أعادَهُ» وإنْ طافَ للوَداعِ، ثمَّ أقامَ بعدَهُ في مكَّةَ؛ كأنْ
باتَ فيها بعدَ طوافِ الوَداعِ أو أقامَ فيها يوْمًا أو أكثَرَ ممَّا يُعَدُّ
إقامَةً في العُرْفِ، فإنَّه يَنتَقِضُ وَداعُه، ويَلْزَمُه إعادَتُه عندَ
الخُروجِ؛ لأنَّه لمْ يكنْ آخِرَ شَيءٍ.
والنَّبيُّ صلى الله
عليه وسلم أَمَرَ - كما في حديثِ ابنِ عبَّاسٍ - «أَنْ يَكُونَ آخِرُ
عَهْدِهِمْ بِالْبَيْتِ».
«أو اتَّجَرَ» يعني: باعَ واشْترى
لأجْلِ التِّجارةِ وطلَبِ الرِّبْحِ بعدَ أنْ طافَ للوَداعِ؛ فإنَّه قدِ انتَقَضَ
وَداعُه؛ لأنَّه لا يَصْدُقُ عليه أنَّه كانَ آخِرَ عهْدِه بالبَيتِ، وإنَّما كانَ
آخِرَ عَهْدِه البَيعُ والشِّراءُ؛ فيُعيدُ طوافَ الوَداعِ.
أمَّا إنْ طافَ
للوَداعِ ثمَّ مرَّ بمَنزِلِه، ودخَلَ فيه؛ لأجْلِ أنْ يأخُذَ منه حاجَةً أو أن
يَحْمِلَ مَتاعَه؛ فهذا لا يَضُرُّ. وكذلكَ لو اشْتَرى شَيئًا من حاجاتِ السَّفرِ
في طريقِه، أو الهَدَايا الَّتي يُهْدِيها لأقارِبِه في بلَدِه، فهذا لا يَنقُضُ
الوَداعَ؛ لأنَّه منْ لوَازِمِ السَّفرِ، إنَّما المَمْنوعُ أن يَتَّجِرَ، أن
يَبيعَ، ويَشتريَ للاتِّجارِ.
فصارَ طوافُ الوداعِ
يَنتَقِضُ بأحَدِ شَيئيْنِ:
الأوَلُ: الإقامَةُ بعْدَه
في مكَّةَ.
الثَّاني: الاتِّجارُ بعدَه في مكَّةَ ببَيْعٍ أو شِراءٍ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد