×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

 فالإسلامُ انتَشرَ بالسَّيفِ في حقِّ مَن عانَدَ وأبَى أن يَقْبَلَ الإسلامَ، هذا لهُ السَّيفُ؛ لأنَّه أصبَحَ عبدًا لغيرِ اللهِ، عبْدًا للشَّيطانِ، ولأنَّ شرَّهُ وكفْرَهُ يَنتَشِرُ، وربَّما يصُدُّ عن سَبيلِ اللهِ، ويَمنَعُ النَّاسَ مِن الدُّخولِ في دِينِ اللهِ؛ خُصوصًا إذا كانَ له سُلْطَةٌ ﴿فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ [التوبة: 12] فالإسلامُ دِينُ سَيفٍ لمَن عانَدَ وجحَدَ بعْدَ بُلوغِ الحُجَّةِ وصدَّ عن سبيلِ اللهِ عز وجل ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ [الأنفال: 36] الكافِرُ ما يَرْضَى بأنَّه يَكْفُرُ فقطْ، بل يوَدُّ أن يَكْفُرَ أهْلُ الأرضِ كلُّهُم، ويُحاوِلُ ويُنفِقُ مالَه ويُقاتِلُ في سَبيلِ ذلكَ وما الإرْساليَّاتُ - الآنَ - النَّصرانيَّةُ والتَّبشيريَّةُ كما يقولونَ، وبثَّ الإلحادِ منَ المُلحدِينَ في الأرضِ إلاَّ نَتيجَةً لتَرْكِ الجِهادِ، هؤلاءِ يَتُرَكونَ! ويُقالُ الإسلامُ ليسَ دِينَ قوَّةٍ ولا دِينَ سَيْفٍ! يعني: الإسلامُ دِينُ ذِلَّةٍ، ودِينُ خضوعٍ، ليس الإسلامُ دِينًا باطِلاً حَتَّى يُتكتَّمَ عليه، الإسلامُ دينٌ حقٌّ، بل هو الدِّينُ الوَحيدُ في الأرضِ، ليس هناكَ دِينٌ غيرٌ الإسلامِ ﴿إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ [آل عمران: 19] قالَ تَعالَى: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [آل عمران: 85]

والشاعِرُ يقولُ:

دعَا المُصْطفى دَهْرًا بمَكَّةَ لم يُجَبْ                            وقدْ لاَنَ مِنه جانِبٌ وخِطابُ

      فلمَّا دعَا والسَّيفُ سَلْطٌ بكَفِّهِ                             له أسْلَمُوا واسْتَسْلمُوا وأنابُوا


الشرح