ويُمْنَعُون
من إحْداثِ كَنائِسَ وبِيَعٍ وبِناءِ ما انهَدَمَ منها ولو ظُلْمًا، ومِن
تَعْلِيَةِ بُنيانٍ علَى مُسلمٍ لا من مُساوَاتِه له، ومن إظهارِ خَمْرٍ وخِنزيرٍ
وناقوسٍ وجهْرٍ بكِتابِهم.
*****
وإذا كان هذا في حقِّ أهلِ الذِّمَّةِ؛ فكيفَ
بغَيرِهِم منَ الكَفرَةِ الَّذينَ لا ذِمَّةَ لهُم؟! فلا يجوزُ تَبْجِيلُهم
وتَعظِيمُهم وإظهارُ تَقْدِيرِهم؛ لأنَّ هذا فيه إعانةٌ لهم على الكُفْرِ وتَشجيعٌ
لهم على الكُفْرِ، وهم قدْ أهانَهُم اللهُ عز وجل فلا يُعَظَّمونَ، ولا يُجَلُّون؛
لأنَّ هذا إنَّما هو مِنِ اخْتِصاصِ المسلمينَ.
«ويُمْنعونَ مِن
إحْداثِ كَنائِسَ وبِيَعٍ وبِناءِ ما انْهَدَمَ منها ولو ظُلْمًا» اليهودُ والنَّصارى
يُقَرُّونَ على ما وُجِدَ مِن كَنائِسِهم عِندَ عَقْدِ الذِّمَّةِ لهم، ولكنَّهم
لا يُمَكَّنون من بِنائِها إذا انهَدَمتْ، ولا يُمكَّنُون من تَرمِيمِها بل
تُتْرَكُ حتَّى تَندَرِسَ، وتَضمَحِلَّ من بلادِ المسلمينَ. ومن بابِ أَوْلَى لا
يُمَكَّنون من إحداثِ كَنائسَ في بلاد المسلمين؛ لأنَّ هذهِ دُورُ كفْرٍ ودُورُ
شِرْكٍ، فلا يجوزُ بِناؤُها في بلادِ المسلمينَ.
وفي هذا تَنبِيهٌ
على أنَّه إذا كانَ هذا لا يجوزُ لأهْلِ الذِّمَّةِ فكيفَ يُمكَّنُ النَّصارى من
بِناءِ الكَنائسِ في بلادِ المسلمينَ، الَّذين ليسوا أهْلَ ذِمَّةٍ؟
فلا يُمكَّنون من بِناءِ كَنائسَ في بلادِ المسلمينَ، وإحداثِ كنائسَ في بلادِ المُسلمينَ، وكذلكَ البِيَعُ وهي بُيوتُ العِبادةِ لليهودِ، فيُتْرَكون، يَتعبَّدُون فيها؛ إذا كانَتْ مَوجودَةً، وعُقِدَتْ لهم الذِّمَّةُ وهيَ مَوجودةٌ فإنَّها تَبْقَى، ولكنَّه لا تُحدَثُ بِيعٌ جديدةٌ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد