×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

وإنْ تَهوَّدَ نَصرانيٌّ أو عَكْسُه لمْ يُقَرَّ ولمْ يُقْبَلْ منه إلاَّ الإسلامُ أو دِينُه.

*****

 

أو بَيعِ الخَمْرِ أو تَصنيعِ الخَمْرِ في بلادِ المسلمينَ، وإن كانوا يُقَرُّونَ على شُرْبِ الخَمرِ، وعلى لَحْمِ الخِنزيرِ؛ لأنَّهم يَستبِيحونَ ذلك. فيُقرُّونَ عليه، ويكونُ خُفْيَةً بحيثُ لا يَراهُ أحَدٌ، وإنَّما يكونُ فيما بَينَهم.

«وناقوسٍ» كذلك يُمْنَعون من إظهارِ النَّاقوسِ وهو: الآلةُ الَّتي يَدُقُّونَها لصَلَواتِهم في كَنائِسِهم ([1]). فالنَّواقِيسُ الَّتي في كَنائِسِهم تكونُ داخِلَ الكَنيسَةِ فقطْ، تكونُ أصْواتًا داخِلَ الكَنيسَةِ، ولا يَصيرُ لها صَوْتٌ خارِجَ الكَنيسةِ في بلادِ المسلمينَ.

«وجهْرٍ بكِتابِهم» وكذلكَ يُمْنَعونَ مِن الجَهْرِ بقِراءَةِ كِتابِهم - التَّوراةُ عندَ اليَهودِ، أو الإنجيلِ عنِ النَّصارَى - وهوَ ما يُسمُّونه بالأسْفارِ القَديمَةِ، والأسْفارِ الجَديدةِ، يُقَرُّون على كِتابِهم وقِراءَتِه وتَداوُلِه فيما بَينَهم، لكن لا يَظْهَرُ هذا في بلادِ المسلمينَ، فلا يَجْهَرون بالقِراءةِ، بحيثُ يكونُ لهم أصْواتٌ تُسْمَعُ في خارجِ أمَاكِنِهم، وفي خارجِ بِيَعِهم، وكَنائِسِهم، وبُيوتِهم، بل تكونُ خُفْيَةً فيها.

ولا يُمَكَّنُون من طَبْعِ هذهِ الكُتُبِ في بلادِ المسلمينَ، وجَعْلِها في المَكْتباتِ للبَيْعِ أو للقِراءَةِ؛ بل يُمْنَعُ ظُهُورُها نِهائِيًّا.

«وإنْ تهوَّدَ نَصرانيٌّ أو عَكْسُه لمْ يُقَرَّ» النَّصرانيُّ إذا تحوَّلَ إلى دِينِ اليهودِ، أو العَكْس: يهوديٌّ تحوَّلَ إلى دِينِ النَّصرانِيِّ لم يُقَرَّ؛ لأنَّنا


الشرح

([1])انظر: «المعجم الوسيط» (946).