فالشيخ رحمه الله أراد في
هذا الكتاب أن يجلي هذه المسألة، وأن يبين من هم أولياء الله؛ حتى نواليهم، ومن هم
أعداء الله؛ حتى نعاديهم؛ لئلا يلتبس الحق بالباطل، وباب الولاء والبراء - الولاء
لأولياء الله والبراء من أعداء الله - الناس فيه مختلفون، إلاَّ من هدى الله،
وبصَّره بالحق، فهناك من يغلو في الولاء والبراء؛ فيخرج بالتكفير على الناس -
كالخوارج وغيرهم ومن سار على نهجهم -، يأخذ الآيات التي فيها البراءة من أعداء الله
- وهذا حق -، لكن لا ينظر إلى الآيات التي فيها التعامل مع أعداء الله. هذا الصنف
يريد أن يقطع التعامل معهم نهائيا، الله سبحانه وتعالى شرع التعامل معهم في أمور
الدنيا، أمور لا تمس الدين، فتجرى معهم المعاهدات، ويجرى معهم الصلح، يعقد لهم
الأمان، ويأخذون بموجب ذلك عدم الاعتداء عليهم في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، لهم
ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين بموجب العقود التي تجري بينهم وبين المسلمين،
كذلك لا مانع من التعامل معهم بالتجارة والبيع والشراء، لا مانع من الانتفاع
بخبراتهم التي يحسنونها، هذا لا مانع، ولا يتنافى هذا مع الولاء والبراء، لكن
هؤلاء الصنف ألغوا هذا كله: ﴿لَّا يَنۡهَىٰكُمُ
ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن
دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ
٨إِنَّمَا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ قَٰتَلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَأَخۡرَجُوكُم
مِّن دِيَٰرِكُمۡ وَظَٰهَرُواْ عَلَىٰٓ إِخۡرَاجِكُمۡ أَن تَوَلَّوۡهُمۡۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمۡ
فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ٩﴾ [الممتحنة: 8، 9]، ففرق سبحانه
وتعالى بين أصناف الكفار.
وكذلك الوالدان إذا كانا على الكفر، فإن الله أوجب على الولد برَّهما، مع عدم متابعتهما على دينهما: ﴿وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد