فمن
اعتقد أن لأحدٍ من الأولياء طريقًا إلى الله من غير متابعة محمدٍ صلى الله عليه وسلم،
فهو كافر من أولياء الشيطان .
وأما
خلق الله تعالى للخلق، ورزقه إياهم، وإجابته لدعائهم، وهدايته لقلوبهم، ونصرهم على
أعدائهم، وغير ذلك من جلب المنافع ودفع المضار،فهذا لله وحده يفعله بما يشاء من
الأسباب، لا يدخل في مثل هذا وساطة الرسل .
****
من اعتقد أن لأحد طريقًا إلى الله غير طريق محمد صلى الله عليه وسلم، فهو
كافر، وعلى هذا غلاة الصوفية، الذين يقولون: نحن لسنا بحاجة إلى الرسل أو إلى محمد
صلى الله عليه وسلم؛ لأننا وصلنا إلى الله، ونعرف الحق من الله، ونأخذ عنه مباشرة،
وهم في الحقيقة يأخذون عن الشياطين، لا عن الله عز وجل، وهؤلاء الذين يزعمون أنهم
يجلسون معهم، ويتحدثون معهم هؤلاء شياطين -نسأل الله العافية-.
هذه الواسطة المرفوضة، لما ذكر الواسطة الصحيحة، وهي واسطة الرسل في تبليغ
الشرائع، ذكر الواسطة المرفوضة الباطلة.
«فهذا لله وحده يفعله بما
يشاء من الأسباب»، وليس للوسائط، هذه الواسطة الباطلة؛ اتخاذ الوسائط بين العبد وبين ربه في
قضاء حوائجه، وتفريج كرباته، وإجابة دعواته، أو طلب الرزق، أو أن أحدًا يرزقك من
دون الله عز وجل، هذه باطلة، هذه وسيلة باطلة، هذا كله باطل.
قد يفعله الله بسبب من الخلق؛ يعني: يسخِّر بعض الخلق، يسخِّر الأغنياء؛ ليتصدقوا على الفقراء، ليوفروا العمل للمحتاجين، وبذلك
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد