فصل
وإذا
كان أولياء الله عز وجل هم المؤمنون المتقون. والناس يتفاضلون في الإيمان والتقوى،
****
أولاً: الضابط في وليِّ الله مَن هو؟ بيَّنه الله في قوله: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣﴾ [يونس: 62- 63]، فمن جمع بين هذين الوصفين الإيمان والتقوى، فإنه ولي لله، ومن فقد الوصفين أو أحدهما، فإنه عدو لله، وهو من أولياء الشيطان، هذا مقتضى ما دل عليه القرآن من تعريف الولي، لا كما تصالح عليه المخرفون من أن الولي هو الذي يظهر على يده خارق من الخوارق المخالفة للواقع، ويعتبرون هذا وليًّا، فإذا كان يمشي على الماء، أو يطير في الهواء، أو يدخل النار، ولا تحرقه بزعمهم، فهذا ولي لله، دون نظر إلى عمله: هل عنده الوصفان أو لا؟ هل هو مؤمن تقي أو لا؟ فإن كان مؤمنًا تقيًّا، فهذا الذي يجري على يديه كرامة من كرامات الأولياء، أما إذا كان فاقدًا للوصفين أو أحدهما، فهذا ليس وليًّا لله، وهذا الخارق يعد خارقًا شيطانيًّا، فإن الشياطين تحمله في الهواء، تطير به في الهواء، تمشي به على الماء، تخيل إلى الناس أنه يدخل النار، ولا تحرقه..، إلى آخره؛ يعني: خوارق شيطانية تجري على يد عدو الله، فلا يغتر بهذا الأمر، قال الشيخ رحمه الله: ثم إن أولياء الله يتفاوتون؛ بعضهم أقرب إلى الله من بعض، السابقون المقربون أقرب إلى الله من الأبرار وأصحاب اليمين،
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد