وفي
الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: «يَقُولُ اللهُ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي
بِالْمُحَارَبَةِ - أو: فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ - .
****
يَتَّقُونَ﴾، فكل مؤمن تقي فإنه
ولي لله، وكل كافر ومشرك ومنافق فإنه عدو لله.
هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه، ورواه غيره، وله طرق كثيرة تقوي بعضها بعضا،
فيرتفع إلى درجة الصحة، ولذلك خرَّجه البخاري في صحيحه، فلا التفات إلى من تكلم في
هذا الحديث، وعتب على الصحيح، وهو حجة عند المسلمين، لا يشكك في صحيحه أو في
أحاديث في صحيحه أبدًا، فهذا الحديث حديث قدسي؛ لأنه من كلام الله سبحانه وتعالى،
يرويه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل قال، وهذا فيه إثبات الكلام
لله عز وجل والقول لله.
«مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا
فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ»: هذا إعلام من الله سبحانه وتعالى أن الذي يعادي
المؤمنين أنه معادٍ لله عز وجل، وأن الله أعلن عليه الحرب؛ مثلما أعلن الحرب على
أكلة الربا: ﴿فَإِن لَّمۡ
تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ﴾ [البقرة: 279]، وهل
أحد يطيق أن يحارب الله عز وجل ؟!
«فَقَدْ آذَنْتُهُ»؛ أي: أعلمته بأني محارب له - والعياذ بالله -؛ لأن الله ينتصر لأوليائه، فالذين يقعون في أراض العلماء الآن، ويتنقصونهم، ويغتابونهم في المجالس، هؤلاء من هذا الصنف من الذين يعادون أولياء الله، لماذا؟ لأن العلماء ورثة الأنبياء، قد قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَْنْبِيَاءِ» ([1]) فهم ورثة الأنبياء،
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد