وقال
تعالى: ﴿هُنَالِكَ ٱلۡوَلَٰيَةُ
لِلَّهِ ٱلۡحَقِّۚ هُوَ خَيۡرٞ ثَوَابٗا وَخَيۡرٌ عُقۡبٗا﴾ [الكهف: 44]،
وذكر أولياء الشيطان، فقال تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ
فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ ٩٨ إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ
عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٩٩إِنَّمَا سُلۡطَٰنُهُۥ
عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ ١٠٠﴾ [النحل: 98- 100].
****
في اليوم الآخر لا يبقى إلاَّ
ولاية الله عز وجل وقوله عز وجل: ﴿هُنَالِكَ
ٱلۡوَلَٰيَةُ﴾، ﴿ٱلۡوَلَٰيَةُ﴾ بالفتح معناها:
المحبة، أما «الوِلاية» بالكسر
فمعناها: الإمارة وتولِّي الأمور، ﴿هُنَالِكَ
ٱلۡوَلَٰيَةُ لِلَّهِ ٱلۡحَقِّۚ﴾ ما يبقى غيرها، وما عداها، فإنه يزول ويضمحل: ﴿هُوَ خَيۡرٞ ثَوَابٗا وَخَيۡرٌ
عُقۡبٗا﴾، أما من تولى الشياطين، فإنه سيجد العاقبة السيئة، ويجد
العقاب بدل الثواب، هذه صفات أولياء الرحمن.
هذه الآيات من سورة النحل، ﴿فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ﴾؛ يعني: أردت القراءة؛ مثل: ﴿إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ﴾ [المائدة: 6]؛ يعني: إذا أردتم القيام إلى الصلاة، ﴿فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ﴾؛ تبدأ بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، لماذا؟ لأجل أن يعتزلك الشيطان؛ فلا يلبس عليك القراءة، ولا يحول بينك وبين التدبر، ولا يشغلك بالهواجس والأفكار عن كتاب الله عز وجل، فمن آداب تلاوة القرآن أن يستعيذ القارئ قبل أن يبدأ القراءة، سواء من أول السورة أو من وسط السورة؛ من أجل أن يطرد الشيطان عنه؛ لأنه يحضر ليلبس على القارئ، وليشغله عن التدبر والانتفاع بالقرآن، فإذا استعاذ بالله، أعاذه الله منه، وطرده عنه، ثم قال عز وجل: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد