×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وجماع ذلك: الإيمان بخاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم، فالإيمان به يتضمن الإيمان بجميع كتب الله ورسله،

****

مَن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، فهو مؤمن بجميع الرسل؛ لأنه هو خاتم المرسلين، وهو المصدِّق للرسل صلى الله عليه وسلم، ومن كفر بهذا الرسول، فهو كافر بالرسل؛ كاليهود والنصارى الذين لا يؤمنون بهذا الرسول، هؤلاء كافرون بجميع الرسل، حتى الرسل الذين يزعمون أنهم من أتباعهم، وأنهم يؤمنون بهم، هم كافرون بهم.

لأنه خاتم الرسل، وكتابه مهيمن على الكتب السابقة، وناسخ لها، فهو الكتاب الخاتم، والكتاب الناسخ لما قبله، فمن لم يؤمن بهذا الرسول وبهذا القرآن، فهو كافر بجميع الرسل، وإن كان يزعم أنه مؤمن بهم؛ لأن من جحد نبيًّا واحدًا، فهو جاحد لجميع الرسل، فكيف إذا كان هذا النبي الذي جحده هو أفضل الرسل، وخاتم الرسل، والمصدق للرسل، وهذا يفرق بين الله ورسله، ومن فرق بين الله ورسله، فآمن ببعض وكفر ببعض، فهم الكافرون حقًّا: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ١٥٠أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ حَقّٗاۚ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٗا مُّهِينٗا ١٥١ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَلَمۡ يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ أُوْلَٰٓئِكَ سَوۡفَ يُؤۡتِيهِمۡ أُجُورَهُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ١٥٢ [النساء: 150- 152].


الشرح