لله عز وجل، ثمرة ولايتهم
لله أنه يخرجهم من الظلمات، وتأمل ﴿ٱلظُّلُمَٰتِ﴾، جاءت بصيغة الجمع؛
لأنه ليس لها حدٌّ؛ ظلمات كثيرة، ﴿إِلَى
ٱلنُّورِۖ﴾ [البقرة: 257]، النور واحد، لم يقل: إلى الأنوار، ﴿إِلَى ٱلنُّورِۖ﴾ نور واحد؛ كما قال
عز وجل: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا
صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ
بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ﴾ [الأنعام: 153]، فصراط الله واحد، والسبل المخالفة
لصراط الله كثيرة، الظلمات كثيرة، والنور واحد، ﴿يُخۡرِجُهُم
مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ﴾ [البقرة: 257] هؤلاء أولياء
الله.
مَن هم أولياء الشيطان؟ ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ﴾ [البقرة: 257] الكفار الذين كفروا بالله عز وجل أولياؤهم الطاغوت، يخرجونهم من النور إلى الظلمات، والطاغوت مأخوذ من الطغيان، وهو مجاوزة الحد، والطواغيت كثيرون، لكن كلهم يشملهم اسم الطاغوت، الطاغية الذي خرج عن طاعة الله، فالشيطان طاغوت، وكل الشياطين شياطين الجن والإنس كلهم طواغيت، لا حصر للطواغيت، وكل طاغوت له أتباع، أما المؤمنون، فمتبوعهم واحد، وهو الله عز وجل، الله وليهم، انظر ﴿ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ وحده، ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ﴾ لهم أولياء كثيرون من الطواغيت، أولياؤهم الطاغوت، والطاغوت اسم جنس يدخل فيه كل شيطان من شياطين الإنس، وشياطين الجن، ودعاة الضلال، ﴿يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ﴾؛ نور الرسالة والإيمان والهدى، إلى ظلمات الكفر والشرك، وهذا مستمر إلى أن تقوم الساعة، ثم بيَّن سبحانه وتعالى عاقبتهم ﴿أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ﴾. «أصحابها»يعني: الملازمين لها، الذين لا يتخلصون منها،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد