وجنونه لا يحبط
عنه ما يحصل منه حال إفاقته من كفر أو نفاق .
****
الكفار إذا كان قبل جنونه كافرًا
بالله، يفعل الفواحش والمحرمات والشرك، ثم جن، فإنه في حال جنونه لا يؤاخذ، لكن في
حال إفاقته يؤاخذ على كفره وشركه بالله عز وجل.
لا يكفِّر الله به ما يحصل في حال إفاقته من كفر ونفاق؛ لأنه إنما ترك
الكفر؛ لأنه عجز عنه وأصابه ما أصابه، فهو لا يزال كافرًا، ولا يعتبر ما أصابه من
الجنون مكفرًا عنه الكفر الذي حصل منه والمعاصي السابقة. هذا فصل مهم جدًّا، وهو
أن تعرف الرد على هؤلاء الذين يتخذون المجانين أولياء لله عز وجل، فهؤلاء المجانين
إما أن يكونوا مجانين مسلمين، أو مجانين كفار.
مجانين المسلمين على قسمين:
القسم الأول: من جنونه مطبق في كل حياته وكل عمره، هذا لا له ولا
عليه.
القسم الثاني: أو جنونه ثابت، وليس مطبقًا، لكنه يعبد الله في حال
إفاقته وعقله، ثم يصاب بالجنون، فهذا على أعماله الصالحة التي عملها قبل الجنون،
فله من ولاية الله بقدر ما عمل في حال إفاقته.
· أما مجنون الكفار فهو على قسمين:
القسم الأول: مجنون الكفار إذا كان جنونه مطبقًا، هذا مثل الأول، ولو كان من الكفار، فلا يحاسب؛ لأنه ما حصل منه كفر ولا شرك.
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد