×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

فمن لم يتقرب إلى الله لا بفعل الحسنات ولا بترك السيئات لم يكن من أولياء الله . وكذلك المجانين والأطفال، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَة: عَنِ المَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ» ([1]) وهذا الحديث قد رواه أهل السنن من حديث عليٍّ وعائشة رضي الله عنهما، واتفق أهل المعرفة على تلقيه بالقبول، لكن الصبي المميز تصح عباداته ويثاب عليها عند جمهور العلماء..

****

 لا يكون من أوليائه إلاَّ من تقرب إليه: «وَلاَ يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ»، وقال: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ مَا افتَرَضْتُ عَلَيْهِ» ([2]) فلا يكون وليًّا لله من لم يتقرب إليه بالفرائض، أو بالفرائض والنوافل.

القلم يعني التكليف: «رُفِعَ الْقَلَمُ»، يعني التكليف.

لقوله صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ» ([3])، فدلَّ على أنه تصح منهم العبادات، ويؤجرون عليها، وإن كانت غير واجبة عليهم.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4403)، والترمذي رقم (1423)، وأحمد رقم (956).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (6502).

([3])  أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6756).