فمن
لم يتقرب إلى الله لا بفعل الحسنات ولا بترك السيئات لم يكن من أولياء الله .
وكذلك المجانين والأطفال، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رُفِعَ الْقَلَمُ
عَنْ ثَلاَثَة: عَنِ المَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى
يَحْتَلِمَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ» ([1]) وهذا الحديث قد
رواه أهل السنن من حديث عليٍّ وعائشة رضي الله عنهما، واتفق أهل المعرفة على تلقيه
بالقبول، لكن الصبي المميز تصح عباداته ويثاب عليها عند جمهور العلماء..
****
لا يكون من أوليائه إلاَّ من تقرب
إليه: «وَلاَ يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ
إِلَيَّ»، وقال: «وَمَا تَقَرَّبَ
إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ مَا افتَرَضْتُ عَلَيْهِ» ([2]) فلا يكون وليًّا
لله من لم يتقرب إليه بالفرائض، أو بالفرائض والنوافل.
القلم يعني التكليف: «رُفِعَ
الْقَلَمُ»، يعني التكليف.
لقوله صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ» ([3])، فدلَّ على أنه تصح منهم العبادات، ويؤجرون عليها، وإن كانت غير واجبة عليهم.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4403)، والترمذي رقم (1423)، وأحمد رقم (956).
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد