ولو
بلغ الرجل في الزهد والعبادة والعلم ما بلغ، ولم يؤمن بجميع ما جاء به محمد صلى
الله عليه وسلم، فليس بمؤمن ولا ولي لله تعالى، كالأحبار والرهبان من علماء اليهود
والنصارى وعبادهم،
****
يكونون سببًا فقط، لا واسطة بينهم وبين الله، وإنما هم سبب، أجرى الله
الرزق على يده، ففرق بين السبب وبين الواسطة. وهذه الواسطة الممنوعة، التي يكفر من
أثبتها.
لو اجتهد في العبادة -في الصيام، والصلاة، والصدقات-، ولكنه لا يؤمن بكل ما
جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فهذا ليس بمؤمن، وعمله باطل، فليست العبرة بكثرة
العمل، العبرة بالاتباع والاقتداء، ليست العبرة بكثرة العمل والتعب، ولهذا قال عز
وجل: ﴿ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ
لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ﴾ [الملك: 2]، ولم
يقل: أيكم أكثر عملا. ليست العبرة بالكثرة، العبرة بالحسن، متى يكون العمل حسنًا؟
إذا توفر فيه شرطان: الإخلاص لله، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، هذا هو
العمل الحسن، وأما ما اختل فيه شرط من هذين الشرطين، فهو قبيح، وليس بحسن، وإن
أتعب الإنسان فيه نفسه، وأفنى فيه وقته، فهو لا ينفعه عند الله شيئًا.
اليهود والنصارى فيهم أحبار ورهبان، فيهم رهبان يجتهدون في العبادة، ويتخلون في الصوامع، وينعزلون عن الدنيا، ولا يتزوجون النساء: ﴿وَرَهۡبَانِيَّةً ٱبۡتَدَعُوهَا﴾ [الحديد: 27]، هذا ضلال - والعياذ بالله -، ولا ينفعهم كثرة تعبهم؛ لأن هذا على غير هدى، على غير صراط مستقيم.
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد