والولاية:
ضد العداوة، وأصل الولاية: المحبة والقرب، وأصل العداوة: البغض والبعد . وقد قيل:
إن الولي سمي وليًّا من موالاته للطاعات؛ أي: متابعته لها. والولي: القريب، فيقال:
هذا يلي هذا، أي: يقرب منه .
****
هذا تفسير للولاية بفتح الواو، هي ضد العداوة، والولي من الولي وهو القرب،
فلان يلي فلانًا؛ يعني: يقرب منه، والذي يليك في الصف يعني: يقرب منك: «لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الأَْحْلاَمِ
وَالنُّهَى» ([1]) فالولاية في اللغة: القرب من الشيء،
وليه يعني: قرب منه، وطاعة الله تسمى ولاية؛ لأنها تقرب إلى الله.
هذا أصلها في اللغة المحبة، والاه يعني: أحبه، وقرب منه، والمؤمن
قريب من الله سبحانه وتعالى، والكافر والمنافق بعيد عن الله عز وجل؛ فليس وليًّا
لله.
وكذلك من معاني الولاية: موالاة الطاعة والمتابعة لها طول حياته، لا يتركها في
وقت، ويفعلها في وقت، وإنما يواليها حسب استطاعته، الله عز وجل قال لنبيه صلى الله
عليه وسلم ﴿وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ
حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ﴾ [الحجر: 99]؛ تواصل العمل، لكن من غير تشدد وغلو، وإنما
باعتدال واقتصاد؛ كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك.
من يجتهد في الطاعة في وقت، ثم يتركها في وقت آخر، فهذا لم يوالِ العبادة، فهذا نقص في ولايته لله عز وجل. والأول - أنها من القرب والطاعة - أصح من «متابعة العمل والاستمرار عليه».
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد