أما الحديث الذي
يرويه بعضهم أنه قال في غزوة تبوك: «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر»،
فلا أصل له، ولم يروه أحد من أهل المعرفة بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم
وأفعاله.
وجهاد
الكفار من أعظم الأعمال؛ بل هو أفضل ما تطوع به الإنسان،
****
الجهاد الأكبر: جهاد الكفار، ليس جهاد النفس، الجهاد الأكبر: جهاد الكفار بالسلاح، وبذل النفس، والمال في سبيل الله عز وجل، فأفضل أنواع الجهاد جهاد الكفار في سبيل الله عز وجل، أما أنه قال صلى الله عليه وسلم لما رجعوا من غزوة تبوك: «رجعنا من الجهاد الأصغر»، وهو جهاد الكفار، «إلى الجهاد الأكبر»، وهو جهاد النفس، هذا لا أصل له، وبعضهم يقول: إن هذا من كلام بعض العلماء، وليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس له سند يعتمد عليه، ولا هو في الكتب المعروفة، إلاَّ اللهم إذا كان ذكر في بعضها للتنبيه على سنده، وأنه ليس بسند يعتمد عليه، فالحاصل: أن سنده لا يحتج به، ومتنه أيضًا غير صحيح، ليس جهاد النفس أعظم من جهاد الكفار، جهاد الكفار أعظم؛ لأن الله أثنى على المجاهدين في القرآن، وفضلهم على غيرهم، فكيف يكون جهادًا أصغر، والله عظم من شأنه، وأثنى على أهله، وحث عليه؟! جهاد الكفار أعظم أنواع الجهاد، وليس جهاد النفس، إذًا يقعد كل واحد بزاوية من بيته، ويقول: أنا أجاهد نفسي، ولا أذهب لأغزو، ولا أعمل شيئًا، كيف أذهب للجهاد الأصغر وأترك الأكبر؟! ويكون الصحابة قد أخطؤوا؛ لأنهم ما قعدوا في بيوتهم يجاهدون أنفسهم، وتركوا الجهاد في سبيل الله!!!
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد