وقد
قال الله تعالى: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى
ٱلۡجَمۡعَانِ فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَلِيَعۡلَمَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ١٦٦وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ
نَافَقُواْۚ وَقِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ قَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدۡفَعُواْۖ
قَالُواْ لَوۡ نَعۡلَمُ قِتَالٗا لَّٱتَّبَعۡنَٰكُمۡۗ هُمۡ لِلۡكُفۡرِ يَوۡمَئِذٍ أَقۡرَبُ
مِنۡهُمۡ لِلۡإِيمَٰنِۚ﴾ [آل عمران: 166- 167].
****
الله عز وجل لما أجرى ما جرى في وقعة أُحُد على المسلمين من النكبة والمصيبة بسبب المخالفة التي حصلت من بعضهم، وهم الرماة الذين كانوا على الجبل، أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم ألاَّ يتركوه، سواء انتصر المسلمون، أو هزموا بعض الرماة لما رأوا المسلمين انتصروا في أول المعركة، وصاروا يجمعون الغنائم، حاولوا النزول من الجبل، وظنوا أن المعركة انتهت، فذكَّرهم قائدهم عبد الله بن جبير رضي الله عنه بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تَبْرَحُوا» ([1]) لكنهم مع هذا نزلوا، وتركوا الجبل، فلما رأى المشركون الجبل قد خف، انقضوا على المسلمين من خلفهم، وداهموهم من جهة الجبل، فصار المسلمون بين الكفار، من أمامهم ومن خلف ظهورهم، ثم دارت المعركة مرة ثانية، وجرى على المسلمين ما جرى من النكبة، استشهد منهم سبعون رضي الله عنهم، وحتى الرسول صلى الله عليه وسلم جرح، وهشم المِغْفَر على رأسه، وكسرت رَبَاعيته صلى الله عليه وسلم، كل هذا من جراء المعصية التي حصلت، شؤم المعصية، ولا يقتصر ضررها على من فعلها، بل نالت الأخيار، الحاصل: أن الله ذكَّرهم بهذا، فقال: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ﴾، هذا يوم أحد، الجمعان: جمع المسلمين، وجمع الكافرين، ﴿فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ﴾؛ أي: بقدره وقضائه سبحانه وتعالى
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد