×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

فعمر بن الخطاب رضي الله عنه أفضل منه وهو أمير المؤمنين وكان المسلمون ينازعونه فيما يقوله، وهو وهم على الكتاب والسنة.

وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها على أن كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلاَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا من الفروق بين الأنبياء وغيرهم فإن الأنبياء -صلوات الله عليهم وسلامه- يجب لهم الإيمان بجميع ما يخبرون به عن الله عز وجل، وتجب طاعتهم فيما يأمرون به؛ بخلاف الأولياء فإنهم لا تجب طاعتهم في كل ما يأمرون به ولا الإيمان بجميع ما يخبرون به؛ بل يعرض أمرهم خبرهم على الكتاب والسنة، فما وافق الكتاب والسنة وجب قبوله، وما خالف الكتاب والسنة وجب قبوله، وما خالف الكتاب والسنة كان مردودًا وإن كان صاحبه من أولياء الله وكان مجتهدًا معذورًا فيما قاله له أجر على اجتهاده. لكنه إذا خالف الكتاب والسنة كان مخطئًا وكان من الخطأ المغفور إذا كان صاحبه قد اتقى الله ما استطاع؛ فإن الله تعالى يقول: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16]، وهذا تفسير قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ [آل عمران: 102].

****

 لا ينقص ذلك من ولايته لله، وإن كان أخطأ، فإنه لم يخطئ عن قصد، وإنما أخطأ عن اجتهاد، يبحث عن الحق، لكنه لم يصل إليه، فهو معذور ومأجور، ولا ينقص ذلك من قدره، أو يخرج بذلك عن ولاية الله سبحانه وتعالى وتعالى.

وحق تقاته: أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر. وهذا صعب أن يبلغ الإنسان هذه المرتبة، لكن فسرتها الآية


الشرح