ولا
غير ذلك من أقواله، بل أقواله كلها لغو لا يتعلق بها حكم شرعي ولا ثواب ولا عقاب .
بخلاف
الصبي المميز فإنه له أقوالاً معتبرةً في المواضع بالنص والإجماع وفي مواضع فيها
نزاع .
فيثاب
على الذكر، وعلى التسبيح والتهليل، وعلى الصلاة، وعلى العبادات، وتكون له نافلة.
وإذا كان المجنون لا يصح منه الإيمان ولا التقوى ولا التقرب إلى الله بالفرائض
والنوافل، وامتنع أن يكون وليًّا، فلا يجوز لأحد أن يعتقد أنه وليٌّ لله ؛
****
حتى الأقوال القبيحة إذا صدرت منه
- كالسب، والشتم، وألفاظ الكفر -، لا يؤاخذ عليها؛ لأنه ليس له قصد.
هذا من رحمة الله عز وجل، وعدله سبحانه وتعالى، فلا يعذب إلاَّ من بلغته
الرسالة، وكان متأهلاً بالعقل.
ولذلك سمي مميزًا؛ لأنه يميز الصحيح من الفاسد، ويميز بين الضار والنافع،
ليس مثل من دون التمييز، أو مثل المجنون لا يميز.
المجنون لا يوصف بأنه ولي لله، ولا أنه عدو لله؛ لأنه غير مكلف، لكن الشيخ ينبه على شيء مهم، وهو أن الصوفية يعتبرون المجانين من خواص الأولياء، وأن ما يفعلونه فعل ولي، وهذا رد على الخرافيين الصوفية، الذين يعتقدون أن المجانين وفاقدي العقل أولياء لله؛ فيتوسلون بهم.
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد